* روي البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة t أن النبي r قال : قال الله تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به- والصيام جنة - وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم- والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك - وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه .
* قال ابن عبد البر أن الله نسبه إليه نسبة تشريف و تعظيم و رفعة و ذلك لان الصيام يثيب الله عز و جل عليه ما لا يثيب علي غيره من الاعمال
* (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر : 10]) قال جمهور المفسرين (الصائمون)
* روي أبي هريرة t أن النبي r قال : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة .
* شهر رمضان هو شهر المغفرة :
1- روي أبي هريرة t أن النبي r قال : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
2- روي أبي هريرة t أن النبي r قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
* قال الحافظ في الفتح : اجمع العلماء علي ان هذا الصيام الصيام السالم من المعاصي القولية و الفعلية ..
*لاننا اذا قارنا بين هذا الحديث و ما اخرجه احمد و الحاكم عن ابي هريرة t أن النبي r قال : رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ...
إذن لابد من تدبر الحكمة من مشروعية الصيام وهي تتضح من قول الله تعالي :
*( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 183] )
فتحصيل التقوي و التقوي فرض على كل مسلم * قال تعالي :( وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ )
*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران : 102]) آيات التقوي
* ولذلك كتب عمر بن عبد العزيز إلي عامل من عماله قال : أما بعد فاني اوصيك بتقوي الله فإنها التي لا يقبل غيرها ولا يرحم إلا أهلها ولا يثاب إلا عليها و اعلم أن الواعظين بها كثير و العاملين بها قليل فاذكرك بطول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد فإياك أن يكون منقلبك من بين يدي الله عز وجل أخرَ العهد بك و انقطاع الرجاء منك و السلام .و صدق عمر رحمه الله تعالي ..
* قال تعالي : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأعراف : 156] )
* قال تعالي : ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً [71] ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً )...
فرض ربنا علينا هذا الشهر لتحصيل هذه الخصيصة
* قال تعالي: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ [البقرة : 185])
ثم راجع قوله تعالي : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة : 2])
شرع لنا تعالي العبادات التي تقودنا إلي هذه الغاية
تعريف التقوي و محلها : هي خوف من الله عز و جل يدفعك إلي طاعته . الى امتثال أوامره و اجتناب نواهيه..
*قول علي t : الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الاستعداد ليوم الرحيل .
*قول ابن مسعود t :في تفسير ايه : اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ : قال : ان يطاع فلا يعصي و ان يذكر فلا ينسي و ان يشكر فلا يكفر ..
* ويقول عمر بن عبد العزيز ليست التقوى بصيام النهار و قيام الليل و التخليط بين ذلك و لكن التقوى أن تقابل أوامر الله عز و جل بالامتثال و نواهيه بالاجتناب ..
* وأما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتساباً ، أمراً ونهياً ، فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده ، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهي وخوفاً من وعيده ، كما قال طلق بن حبيب : " إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى " قالوا : وما التقوى ؟ قال : " أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله " . وهذا أحسن ما قيل في حد التقوى .
ــــــــــ
الصيام عن شهوتي البطن و الفرج والرئاسة هم انشط شهوتين في الإنسان لتربية النفس و تعويدها علي الخوف من الله .
ولكن
كيف ينبت الخوف في القلب من الله عز و جل مع تجرأ الإنسان علي معاصي الله عز و جل ؟؟!!
** ذكر العلماء انه من علامات التوفيق في رمضان أو في الحج ان يخرج الإنسان منهما زاهدا في الدنيا مقبلا علي الآخرة زائدا في الطاعة كمَّاً و كيفاً ..
**روي البخاري من حديث أبي هريرة t ان النبي r قال : من لم يدع قول الزور و العمل به و الجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه و شرابه ..
و لم يقول r القول بالزور لكي لا يحمل علي الشهادة فقط و لكن علي أي قول زور .. فما هو الزور..
الزور في اللغة هو الباطل و في الشرع هو ما اثبت الشرع بطلانه فكل ما أبطله الشرع فهو زور ...
مثل : الغيبة ..ذهبت عائشة و الاوزاعي إلي ان الغيبة تفسد الصيام و توجب القضاء ..
النميمة .. الكذب .. السب .. الفحش .. الصخب و رفع الصوت .. الصياح ..
هذا يدعوك إلي ان تفرض علي أعضائك رقابة صارمة علي اللسان و القلب و الجوارح ..
* و تذكر قول النبي r : رغم انف امرأ أدرك رمضان و لم يغفر له ..أما ان يكون الصيام بامتناع عن طعام و شراب و جماع ثم تسلية الصيام بالأفلام و الاغاني و المسلسلات الخ ....... فليس هذا صيام
عدم التوبة من هذه المعاصي سيوقف تأثير رمضان عليك
ـــــــــــ
* روي الإمام مسلم عن أبا هريرة t قال النبي r : الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .
* وروى مسلم عن أبي هريرة t قال النبي r : التقوى هاهنا .. وأشار إلي قلبة ..
( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج : 46])
* رواه مسلم وعنه t قال سمعت رسول الله r يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ..
التخليـة ثم التـحليـة
لما سئل ابن الجوزي : الذكر اولي ام الاستغفار قال : الثوب الوسخ يحتاج الي الصابون اشد من حاجته للطيب و العطر ..
( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدّثر : 4] ) قال ابن عباس t : أي قلبك فطهره من المعاصي ..
ـــــــــــ
قال رسول الله r : والصيام جنة و في بعض الاحاديث الاخري : الصيام جنة و حصن حصين من النار.
قال ابن العربي رحمه الله : الصيام جنه لان الصيام امساك عن الشهوات و النار محفوفة بالشهوات .
فتصور انهم حين يتكلمون يذكرون ان الصيام امساك عن الشهوات شهوة البطن و الفرج
قسم أهل العلم الصائمون إلي أربعة درجات :
صيـــام العـامة : هو الصيام عن المفطرات من أكل و شرب و جماع و تعمد القيء .
صيام خواص العـوام : الإمساك عن المفطرات و المعاصي القولية و الفعلية .
صـــيام الخواص : وهو الصيام عن غير ذكر الله تعالي .
صـيام خواص الخواص : هو الصيام عن غير الله تعالي .
* قال النبي r : وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث .
والرفث هو الكلام الفاحش سواء أكان متعلق بذكر النساء أو غير متعلق بذكر النساء ..
ولا يصخب : ينبغي ان يكون ساكنا .. فإن سابه احد أو شاتمه فليقل إني امرأ صائم ..
ان كان في رمضان يقوله بصوت مرتفع أما ان كان متنفلا فيقوله بصوت منخفض أي ان صيامي يمنعني من ان اجاريك فيما تقول ..
* عمر بن عبد العزيز إمام من أئمة التقي حين كان أميرا للمؤمنين جائه رجل من عامة الناس فأغضبه . ماذا يفعل أمير المؤمنين ؟؟ قال له : أردت ان يستفزني الشيطان فتأخذني عزة السلطان فأنال منك ما تناله مني غدا .. قم عافاك الله لا حاجة لنا في مقاولتك ..
* والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ..لانه من اثر العبادة ...
* وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره .
* قال القرطبي و الفرح فرحتان فرح العامة و فرح الخاصة : فرح العامة لأنهم سيقبلون علي الشهوات التي امسكوا عنها مدة من الزمان اما فرح الخاصة فانهم يفرحون لان الله عز و جل اتم لهم شهرهم علي خير و اعانهم علي ايقاع العبادة علي الوجه الذي يرضاه .
* وإذا لقي ربه فرح بصومه. لأنه ينادي عليه من باب الريان ..
قال رسول الله r لأبي بكر الصديق t : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير لك وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان قال أبو بكر: هل على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل هناك من يدعى من تلك الابواب كلها؟ قال : نعم وإني أرجو أن تكون منهم ..
* قال ابن سيرين وهو من التابعين : التسبيحة في رمضان بألف تسبيحة .
هناك طائفة من المسلمين حين يدعون إلي سنة النبي r يقول لك هذا كان رسول الله و كيف لنا ان نصل اليه ؟
هذا دليل علي انحدار فهم الدين عند الناس لان الصحابة كانوا يقولون ذلك و لكن من جهة اخري ..
كانوا يقولون : يا رسول الله أنت قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و لأنه ذلك و نحن لسنا مثلك فيجب علينا ان نزيد عما جئت به ..
* ففي البخاري و مسلم عن أنس بن مالك t يقول جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي r يسألون عن عبادة النبي r فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي r قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله r إليهم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.
* روي مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال لرسول الله r وهو واقف على الباب يا رسول الله إني أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فقال رسول الله r وإنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم فقال الرجل يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب رسول الله r وقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتبع ..
* خرج رسول الله r إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس فبلغة أن الناس قد شق عليهم الصيام فدعا بقدح من الماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون فأفطر بعض الناس وصام بعض فبلغة أن ناسا صاموا فقال أولئك العصاة ..
أما نحن فنتملص من الشرائع بهذه الحجة
* قال ابن عبد البر أن الله نسبه إليه نسبة تشريف و تعظيم و رفعة و ذلك لان الصيام يثيب الله عز و جل عليه ما لا يثيب علي غيره من الاعمال
* (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر : 10]) قال جمهور المفسرين (الصائمون)
* روي أبي هريرة t أن النبي r قال : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة .
* شهر رمضان هو شهر المغفرة :
1- روي أبي هريرة t أن النبي r قال : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
2- روي أبي هريرة t أن النبي r قال : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
* قال الحافظ في الفتح : اجمع العلماء علي ان هذا الصيام الصيام السالم من المعاصي القولية و الفعلية ..
*لاننا اذا قارنا بين هذا الحديث و ما اخرجه احمد و الحاكم عن ابي هريرة t أن النبي r قال : رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ...
إذن لابد من تدبر الحكمة من مشروعية الصيام وهي تتضح من قول الله تعالي :
*( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 183] )
فتحصيل التقوي و التقوي فرض على كل مسلم * قال تعالي :( وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ )
*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران : 102]) آيات التقوي
* ولذلك كتب عمر بن عبد العزيز إلي عامل من عماله قال : أما بعد فاني اوصيك بتقوي الله فإنها التي لا يقبل غيرها ولا يرحم إلا أهلها ولا يثاب إلا عليها و اعلم أن الواعظين بها كثير و العاملين بها قليل فاذكرك بطول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد فإياك أن يكون منقلبك من بين يدي الله عز وجل أخرَ العهد بك و انقطاع الرجاء منك و السلام .و صدق عمر رحمه الله تعالي ..
* قال تعالي : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ [الأعراف : 156] )
* قال تعالي : ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً [71] ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً )...
فرض ربنا علينا هذا الشهر لتحصيل هذه الخصيصة
* قال تعالي: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ [البقرة : 185])
ثم راجع قوله تعالي : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة : 2])
شرع لنا تعالي العبادات التي تقودنا إلي هذه الغاية
تعريف التقوي و محلها : هي خوف من الله عز و جل يدفعك إلي طاعته . الى امتثال أوامره و اجتناب نواهيه..
*قول علي t : الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الاستعداد ليوم الرحيل .
*قول ابن مسعود t :في تفسير ايه : اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ : قال : ان يطاع فلا يعصي و ان يذكر فلا ينسي و ان يشكر فلا يكفر ..
* ويقول عمر بن عبد العزيز ليست التقوى بصيام النهار و قيام الليل و التخليط بين ذلك و لكن التقوى أن تقابل أوامر الله عز و جل بالامتثال و نواهيه بالاجتناب ..
* وأما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتساباً ، أمراً ونهياً ، فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده ، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهي وخوفاً من وعيده ، كما قال طلق بن حبيب : " إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى " قالوا : وما التقوى ؟ قال : " أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله " . وهذا أحسن ما قيل في حد التقوى .
ــــــــــ
الصيام عن شهوتي البطن و الفرج والرئاسة هم انشط شهوتين في الإنسان لتربية النفس و تعويدها علي الخوف من الله .
ولكن
كيف ينبت الخوف في القلب من الله عز و جل مع تجرأ الإنسان علي معاصي الله عز و جل ؟؟!!
** ذكر العلماء انه من علامات التوفيق في رمضان أو في الحج ان يخرج الإنسان منهما زاهدا في الدنيا مقبلا علي الآخرة زائدا في الطاعة كمَّاً و كيفاً ..
**روي البخاري من حديث أبي هريرة t ان النبي r قال : من لم يدع قول الزور و العمل به و الجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه و شرابه ..
و لم يقول r القول بالزور لكي لا يحمل علي الشهادة فقط و لكن علي أي قول زور .. فما هو الزور..
الزور في اللغة هو الباطل و في الشرع هو ما اثبت الشرع بطلانه فكل ما أبطله الشرع فهو زور ...
مثل : الغيبة ..ذهبت عائشة و الاوزاعي إلي ان الغيبة تفسد الصيام و توجب القضاء ..
النميمة .. الكذب .. السب .. الفحش .. الصخب و رفع الصوت .. الصياح ..
هذا يدعوك إلي ان تفرض علي أعضائك رقابة صارمة علي اللسان و القلب و الجوارح ..
* و تذكر قول النبي r : رغم انف امرأ أدرك رمضان و لم يغفر له ..أما ان يكون الصيام بامتناع عن طعام و شراب و جماع ثم تسلية الصيام بالأفلام و الاغاني و المسلسلات الخ ....... فليس هذا صيام
عدم التوبة من هذه المعاصي سيوقف تأثير رمضان عليك
ـــــــــــ
* روي الإمام مسلم عن أبا هريرة t قال النبي r : الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .
* وروى مسلم عن أبي هريرة t قال النبي r : التقوى هاهنا .. وأشار إلي قلبة ..
( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج : 46])
* رواه مسلم وعنه t قال سمعت رسول الله r يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين أبيض بمثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ..
التخليـة ثم التـحليـة
لما سئل ابن الجوزي : الذكر اولي ام الاستغفار قال : الثوب الوسخ يحتاج الي الصابون اشد من حاجته للطيب و العطر ..
( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدّثر : 4] ) قال ابن عباس t : أي قلبك فطهره من المعاصي ..
ـــــــــــ
قال رسول الله r : والصيام جنة و في بعض الاحاديث الاخري : الصيام جنة و حصن حصين من النار.
قال ابن العربي رحمه الله : الصيام جنه لان الصيام امساك عن الشهوات و النار محفوفة بالشهوات .
فتصور انهم حين يتكلمون يذكرون ان الصيام امساك عن الشهوات شهوة البطن و الفرج
قسم أهل العلم الصائمون إلي أربعة درجات :
صيـــام العـامة : هو الصيام عن المفطرات من أكل و شرب و جماع و تعمد القيء .
صيام خواص العـوام : الإمساك عن المفطرات و المعاصي القولية و الفعلية .
صـــيام الخواص : وهو الصيام عن غير ذكر الله تعالي .
صـيام خواص الخواص : هو الصيام عن غير الله تعالي .
* قال النبي r : وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث .
والرفث هو الكلام الفاحش سواء أكان متعلق بذكر النساء أو غير متعلق بذكر النساء ..
ولا يصخب : ينبغي ان يكون ساكنا .. فإن سابه احد أو شاتمه فليقل إني امرأ صائم ..
ان كان في رمضان يقوله بصوت مرتفع أما ان كان متنفلا فيقوله بصوت منخفض أي ان صيامي يمنعني من ان اجاريك فيما تقول ..
* عمر بن عبد العزيز إمام من أئمة التقي حين كان أميرا للمؤمنين جائه رجل من عامة الناس فأغضبه . ماذا يفعل أمير المؤمنين ؟؟ قال له : أردت ان يستفزني الشيطان فتأخذني عزة السلطان فأنال منك ما تناله مني غدا .. قم عافاك الله لا حاجة لنا في مقاولتك ..
* والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ..لانه من اثر العبادة ...
* وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره .
* قال القرطبي و الفرح فرحتان فرح العامة و فرح الخاصة : فرح العامة لأنهم سيقبلون علي الشهوات التي امسكوا عنها مدة من الزمان اما فرح الخاصة فانهم يفرحون لان الله عز و جل اتم لهم شهرهم علي خير و اعانهم علي ايقاع العبادة علي الوجه الذي يرضاه .
* وإذا لقي ربه فرح بصومه. لأنه ينادي عليه من باب الريان ..
قال رسول الله r لأبي بكر الصديق t : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير لك وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان قال أبو بكر: هل على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل هناك من يدعى من تلك الابواب كلها؟ قال : نعم وإني أرجو أن تكون منهم ..
* قال ابن سيرين وهو من التابعين : التسبيحة في رمضان بألف تسبيحة .
هناك طائفة من المسلمين حين يدعون إلي سنة النبي r يقول لك هذا كان رسول الله و كيف لنا ان نصل اليه ؟
هذا دليل علي انحدار فهم الدين عند الناس لان الصحابة كانوا يقولون ذلك و لكن من جهة اخري ..
كانوا يقولون : يا رسول الله أنت قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و لأنه ذلك و نحن لسنا مثلك فيجب علينا ان نزيد عما جئت به ..
* ففي البخاري و مسلم عن أنس بن مالك t يقول جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي r يسألون عن عبادة النبي r فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا وأين نحن من النبي r قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله r إليهم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني.
* روي مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال لرسول الله r وهو واقف على الباب يا رسول الله إني أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فقال رسول الله r وإنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم فقال الرجل يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب رسول الله r وقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتبع ..
* خرج رسول الله r إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس فبلغة أن الناس قد شق عليهم الصيام فدعا بقدح من الماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون فأفطر بعض الناس وصام بعض فبلغة أن ناسا صاموا فقال أولئك العصاة ..
أما نحن فنتملص من الشرائع بهذه الحجة
اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق