
* روي النسائي و ابن حبان و ابن عدي و صححه الألباني عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الله سائل كل راع عما استرعاه احفظ ذلك أم ضيع حتي يسأل الرجل عن أهل بيته .
* وما ورد في هذا الحديث جاء في رواية اخري عند احمد من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه و سلم : لا يسترع الله تبارك و تعالي عبدا رعية قلت أو كثرت الا سأله الله تبارك و تعالي عنها يوم القيامة أقام فيهم أمر الله تبارك و تعالي ام اضاعة حتي يسأله عن اهل بيته خاصة .
* و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه و سلم : الا كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته , فالإمام راع و هو مسئول عن رعيته و الرجل راع علي اهله و هو مسئول عن رعيته .لا شك ان واقع المسلمين و أحوال المسلمات اللاتي ينتسبن إلي الإسلام في هذا الزمان هي مرآة تعكس مدي تفريط الرجال في حق هذه الرعاية التي جعلها الله سبحانه و تعالي واجبا حتما في أعناقهم .فان هذه الأحاديث كلها تدل علي ان كل انسان سيسأل امام الله سبحانه و تعالي و معني انه سيسأل اذن لابد ان يعد للسؤال اجابة من الان فانه يستطيع الان ان يستدرك قبل الا يكون هناك سبيل الي الاستدراك .هذه الرعاية من ولي او اب لبناته او نسائه مما جعلها الله تعالي حتما في عنقه وواجبا اكيدا و من ثم شدد العلماء النكير علي هؤلاء الفرطين الذين فرطوا في حفظ بناتهم و نسائهم في امر الحجاب بل رتبوا علي ذلك أحكاما و أصدروا فتاوى .
* في ذلك ما قاله الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي رحمه الله حيث قال : إن خروج النساء متبرجات بذلك اللباس الضيق القصير الذي يحدد العورة فقد اجمع علماء المسلمين علي منعه و نصوص الكتاب و السنة طافحة به فيحرم علي كل مسلم ان يترك ابنته او زوجته او اخته تخرج الا وعليها الدروع السابغة مع طول الذيول لاجل الستر و كل من ترك زوجته تخرج بادية الأطراف علي صفة تبرج الجاهلية الاولي فهو آثم شرعا عليه وزر ذلك وعلي المرأة أيضا لقوله تعالي : (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب : 33]) و قوله تعالي : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور : 31]).
والأمر هنا موجه للمؤمنات فمعني ذلك أنها واجب عليها هذا الامر لاننا نري كثيرا من النساء تعتذر عن تبرجها بان زوجها سيطلقها ان تحجبت بالصورة الصحيحة !!و عن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف ..
و يقول الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي رحمه الله ايضا :ولا تصح إمامة رجل ترك امرأة له عليها ولاية تخرج متبرجة ذلك التبرج . فلا يصلح ان يكون إماما في الصلاة . و كذا لا تصح شهادتة لأنه يفسق بذلك لان هذه تحت ولايته .
فهذا المنكر ليس كسائر المنكرات التي يجبر الناس عليها كرها .فالتفريط في ذلك و هو قادر علي التغيير يدل علي استهتاره بأمر الدين و مجاهرته بالمعصية فمن ثم يفسق و ترد شهادته .
و يقول أيضا : ولا يجوز إعطائه شيئا من الزكاة الواجبة ولو كان فقيرا مظهرا للشكوي وهذا كما في فتاوي المالكية للشيخ عبد الله بن الحاج الشنقيطي إقليما .أشار لذلك الشيخ محمد العاقد رحمه الله في نظمه:من ترك الزوجة عمدا تخرج بادية أطرافها تبرج
* فلا إمامة ولا شهادة له و أن جرت بذاك العادة
* وما له قسط من الزكاة
*ولو فقيرا مظهر الشكاة .
الحجاب مسئولية من ؟
الحجاب مسئولية ثلاث طوائف من الناس :
أولا : مسئولية المرأة فهي مسئوله أمام الله تبارك و تعالي وواجب عليها ان تطيع أمر الله .
فقد قصدها الله بالحجاب و نوع اساليب الخطاب .فتارة يأمرها علي لسان رسوله صلى الله عليه و سلم في قوله تعالي : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب : 59]) وقوله تعالي : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور : 31])وكما تلاحظون ان الخطاب هنا يرتبط ارتباطا وثيقا بصفة الايمان (قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ) (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ) .لان ما شأن المؤمنين اذا دعوا الي الله ورسوله ليحكم بينهم قال تعالي: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور : 51])ولا يتوقع من المؤمن ابدا ان يكون له الخيرة مع امر الله و امر الرسول صلى الله عليه و سلم : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب : 36])لا اختيار مع أمر الله و أمر النبي صلى الله عليه و سلم .فلا يتصور من مؤمنة قانتة مسلمة مطيعة لله و رسوله ان تقول دعوني لاقتنع !! او تجد بعض الآباء يفلسفون تفريطهم بطريقة عجيبة جدا يقول : انا لا اريد ان اكرهها لابد ان يقنعها و يترك لها حرية الاختيار و غير ذلك وهو يحسب انه خير الاب و خير الراعي ولا يفطن انه بذلك سلطان بلا تاج و ان ما يفعله هذا ليس من صفات المؤمنين اذا كانوا مسئولين عن رعيتهم و هذه المفاهيم مجذوبه من بلاد الكفار حيث لا دين ولا ورع ولا خوف من الله تبارك و تعالي .اما مؤمن امام حكم الله و حكم الرسول يقول : اتركها حتي تقتنع او اتركها لحريتها حتي لا اجبرها !! و نسمع هذا كثيرا حتي من بعض الازواج !! الزوج نفسه يقول في حق زوجته يقول : انا اوضح لها الامر لكن لا اجبرها و يظن انه بهذا رجل منصفا !! وهذا بلا شك صفة قبيحة لا تليق بالرجل المسلم الذي له ولاية علي نسائه . و تارة يخاطب المؤمنات جميعا في شخص امهات المؤمنين فقال عز و جل : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب : 33])فالمرأة مسئولة عن الحجاب و ليس لها ان تتخلي عنه و لو رضي وليها بالتبرج أو أمرها به و حثها عليه يقول تعالي : (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً [13] اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [الإسراء : 14])وقال عز و جل : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدّثر : 38])
ثانيا : مسئولية الرجل الذي هو وليها سواء أكان زوجا أو أبا او اخا او ابنا
و يقول تعالي : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ [النساء : 34]).
ثالثا : مسئولية الحاكم الذي يلي أمر المسلمين ممن سيسأل عن هذا الامر .
فان واجب الخليفة المسلم حراسة الدين و سياسة الدنيا بالدين هذه هي وظيفته . الامر الذي لا يتم الا بمراعاة الاحكام الشرعية لهذا الباب .
يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه : ما يزع الناس السلطان اكثر مما يزعهم القران .
فحفظ حقوق الحجاب الشرعي للنساء و تعليم ذلك و الترغيب فيه و معاقبة المنحرفين و المنحرفات عن هذه الحدود و تعذير الداعين لما يضاده و نفيهم لحماية البلاد و العباد من شرورهم و تسخير اجهزة التعليم و الاعلام لنصرة دين الله تعالي و ترسيخ هذه المفاهيم الإسلامية من اهم ما يناط بالحكام الذين استرعاهم الله عز و جل امر هذه الامة .لكنه ابتداءا هو تكليف شرعي من الله تعالي للمرأة فعليها ان تلتزم به حتي لو كان ضد إرادة زوجها فهنا يجب عليها ان تعصي زوجها في أمره إياها بالتبرج و التهتك .وليس المقصود من القوامة ظلم الرجل للمرأة والاستبداد بها او الاستعلاء عليها و انما القوامة المبالغة بالقيام علي رعاية المرأة و الانفاق عليها و إعطائها حقوقها و الحفاظ علي عرضها و عفافها . يقول تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم : 6])أدلة الحجاب الشرعينحن اذا تتبعنا الايات القرانية و السنة المحمدية و الاثار السلفية في هذا الموضوع تبين لنا ان المرأة اذا خرجت من دارها وجب عليها الا تظهر شيئا من زينتها و ان تستر جميع بدنها بأي نوع او زي من اللباس طالما ان هذا النوع تجتمع فيه هذه الشروط المذكورة .فالشروط تتعدد اما اذا فقد شرطا واحدا فلا يسمي هذا الحجاب حجابا شرعيا فينبغي ان نلتفت لهذا فان الناس تواضعوا في هذا الزمان علي بعض الاوصاف علي انها ملامح و علامات و انها شيء مرضي وفي الحقيقة هي صورة من صور التبرج خاصة الحجاب الممسوخ هذا الذي انتشر اخيرا وصار ان هذا هو الدين و هذا هو الحجاب الذي يرضاه الله .وكأن التي تلبس هذا الحجاب المخترع كأنها تقول بلسان حالها :احمدوا الله تعالي اننا نلبس لكم هذا الزي و تتفضل و تتكرم بان تلبس هذا الباس .هذا لعدم فهم حدود الحجاب الشرعي التي حدها الله تعالي .مثلا : امرأة تلبس لباسا طويلا لكنها متبرجه لان هذا اللباس ضيق فالطول شرط واحد من الشروط لكن ينبغي ان يجتمع اليها هذه الشروط الاخري والا اي انحراف عن شرط من هذه الشروط فهو قدر من التبرج يتفاوت حسب درجة المخالفة .
فالحجاب لا يكون حجابا شرعيا الا إذا استوفي و استجمع كل هذه الشروط ..كل هذه الشروط متفق عليها عدا الشرط الأول مختلف فيه و لذا سنتكلم فيه فيما بعد وهو..
1- ان يغطي الحجاب جميع بدن المرأة علي الراجح وهذا هو موضع الخلاف فقط (عدم إظهار الوجه و الكفان).
2- ألا يكون زينة في نفسه يمكن للمرأة ان تلبس جلبابا سابغا يغطي الوجه و الكفين وواسع و كله لكن القماش نفسه زينة في نفسه من اللون و الزخارف فهو يلبس ليتزين بها و يلفت الانظار اليها فهي متبرجه لان لباسها فقد احد شروط الحجاب .
3- ان يكون صفيقا لا يشف (اي غليظا او ثخينا) .
4- فضفاضا غير ضيق .
5- الا يكون مبخرا مطيبا .
6- إلا يشبه لباس الرجل .
7- إلا يشبه لباس الكافرات .
8 – إلا يكون لباس شهرة .
الشروط من السادس الي الثامن تحرم علي المرأة مطلقا سواء داخل بيتها او خارج بيتها ..
مناقشة الأدلة
1- ان يغطي الحجاب جميع بدن المرأة سنفصل له مبحث آخر لسرد آراء العلماء و الرد علي الشبهات في هذه المسألة (إظهار الوجه و الكفان).
2- ألا يكون زينة في نفسه هذا الشرط لا يحتاج للكلام الكثير لماذا ؟ لان الحجاب شرع اصلا لستر الزينة . فهل يعقل ان يكون الحجاب نفسه زينة !! يقول الله تعالي : (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) يبدين اي يظهرن ..فهذا بعمومة يشمل الثياب الظاهرة اذا كانت مزينة تلفت انظار الرجال اليها فهذا لا يكون حجابا .. و يشهد لذلك قوله تعالي : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب : 33]) .كذلك قوله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا تسأل عنهم : رجل فارق الجماعة و عصي إمامه و مات عاصيا و امة أو عبد ابق فمات و امرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مئونة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم . ما بال هذا في المرأة التي غاب عنها زوجها فما بالنا الآن و الزوج حاضر و شاهد ومع ذلك تتبرج !!!!
و ليس هذا فحسب بل هو الذي يحرضها أحيانا علي التبرج و يهددها بالطلاق إذا هي تحجبت !!أما التبرج فهو ان تبدي المرأة من زينتها و محاسنها وما يجب عليها ستره مما تستدعي به شهوة الرجل .
يقول الألباني رحمه الله : و المقصود من الامر بالجلباب انما هو ستر زينة المرأة فلا يعقل حين إذن ان يكون الجلباب نفسه زينة فهذا كما تري بين لا يخفي .ولهذا تري الإمام الذهبي رحمه الله تعالي في كتابه الكبائر : ومن الأفعال التي تلعن عليها المرأة إظهار الزينة والذهب واللؤلؤ من تحت النقاب وتطيبها بالمسك والعنبر والطيب إذا خرجت ولبسها الصباغات والأزر والحرير والأقبية القصار مع تطويل الثوب وتوسعة الأكمام وتطويلها إلى غير ذلك إذا خرجت وكل ذلك من التبرج الذي يمقت الله عليه ويمقت فاعله في الدنيا والآخرة وهذه الأفعال التي قد غلبت على أكثر النساء قال عنهن النبي صلى الله عليه و سلم : اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء وقال صلى الله عليه و سلم : ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء.
فنسأل الله أن يقينا فتنتهن وأن يصلحهن وإيانا بمنه وكرمه.
و يقول : ولقد بالغ الإسلام في التحذير من التبرج الي درجة انه قرنه بالشرك و الزنا و السرقة و غيرها من المحرمات ..
* و ذلك حين بايع النبي صلى الله عليه و سلم النساء علي الا يفعلن ذلك في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم تبايعه على الإسلام فقال : أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى ) .
فقرن التبرج بهذه الكبائر المهلكة و اعظمها الشرك كما سبق .نجد بعض النساء الان ولا حول ولا قوة الا بالله ان يقولن تناسق الألوان و الخمار فيه لون كذا و الألوان الجذابة يكون عليه تاج علي الرأس و موضة كذا وهو ما يستحسن داخل البيت لزوجها و أمام محارمها ثم تخرج به امام الاجانب فهذا في حد ذاته تبرج ..لان المقصود من تشريع الحجاب هو تجفيف منابع الفتنة للمرأة و حمايتها من الانظار المحرمة و كذا حماية المجتمع من تبرجها و فتنتها .
فاذا خرجت المرأة يجب ان تلبس ملابس تنفر منها الرجال اذا رآها استنكر و نفر منها لا اذا رآها انجذب اليها و يستحسن منظرها و تناسقها و موضتها !!!! اذن هذه منافاة لمقاصد الشريعة .الشاهد انه يجب الا يكون هناك اي مظهر من مظاهر الاستحسان بسبب كون الملابس الظاهرة للمرأة زينة اما ان تخرج بهذه الملابس للرجال ! فمالها و الرجال الاجانب ؟! لماذا تلبس ما يستحسنون و يثبتون انظارهم عليها حتي لو كانت تغطي جميع بدنها بثياب هي زينة في نفسها فهي درجة من درجات التبرج .
3- ان يكون صفيقا لا يشف (اي غليظا او ثخينا) .
اي يكون القماش ثخينا لا يشف .. اما الصفيق فلان الستر لا يتحقق الا به و اما الشفاف فانه يزيد المرأة فتنة و زينه ..
* لهذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم : سيكون في آخر امتي نساء كاسيات عاريات علي رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات .. ويا ويل من يلعنها رسول الله صلى الله عليه و سلم و يوصي المؤمنين بلعنتها ..احد معاني هذا الحديث أنها تلبس ملابس قد تكون طويلة وواسعة لكنها تشف عما تحتها ..* زاد النبي صلى الله عليه و سلم في حديث آخر : لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها و ان ريحها لتوجد من مسيرة كذا و كذا ..قال ابن عبد البر :أراد صلى الله عليه و سلم النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة ..
* و عن دحية الكلبي رضي الله عنه قال : اتي النبي صلى الله عليه و سلم بقباطي فأعطاني منها قبطية فقال اصدعها صدعين فاقطع أحدهما قميصا وأعط الآخر امرأتك تختمر به فلما أدبر قال وأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها . لأنه كان رقيقا ..
* وعن أم علقمة بن أبي علقمة قالت : رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت : أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ؟ ثم دعت بخمار فكستها . * وعن هشام بن عروة : أن المنذر بن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية (نسبة الي مرو )وقوهية (نسبة الي قوهستان) رقاق عتاق بعدما كف بصرها قال : فلمستها بيدها ثم قالت : أف ردوا عليه كسوته قال : فشق ذلك عليه وقال : يا أمه إنه لا يشف . قالت إنها إن لم تشف فإنها تصف .
* وعن عبد الله بن أبي سلمة : ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الناس القباطي ثم قال : لا تدرعها نساؤكم فقال رجل : يا أمير المؤمنين قد ألبستها امرأتي فأقبلت في البيت وأدبرت فلم أره يشف . فقال عمر : إن لم يكن يشف فإنه يصف . جملة هذه الاثار تدل علي اشتراط امرين : الا يشف و الا يصف فممكن الثوب يكون ثخينا و لكنه يصف لضيقه او ان يكون من قماش يصف ولو كان واسعا كالشبح و الجوخ مثلا وفي هذا الأثر والذي قبله إشارة إلى أن كون الثوب يشف أو يصف كان من المقرر عندهم أنه لا يجوز وأن الذي يشف شر من الذي يصف ولذلك لما سؤلت عائشة رضي الله عنها عن الخمار قالت: ( إنما الخمار ما وارى البشرة والشعر ) . ( صحيح )
وقالت شميسة : ( دخلت على عائشة وعليها ثياب من هذه السيد الصفاق(جيد النسيج) من درع وخمار ونقبة قد لونت بشيء من عصفر ) . من أجل ذلك كله قال العلماء : ويجب ستر العورة بما لا يصف لون البشرة من ثوب صفيق أو جلد أو رق (جلد رقيق يكتب عليه) فإن ستر بما يظهر فيه لون البشرة من ثوب رقيق لم يجز لأن الستر لا يحصل بذلك .و هذا أيضا في حق الرجل فلا يجوز له لبس ثياب تشف ما بين السرة الي الركبة .و لكن الشفافية اشر من الوصف فاذا لبس الرجل مثلا لباسا ضيقا فصلي فيه تكره فقط لكن اذا لبس ثيابا تصف البشرة ما بين السرة الي الركبة بطلت صلاته و قد عقد ابن حجر الهيثمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر بابا خاصا في لبس المرأة ثوبا رقيقا يصف بشرتها و استدل بحديث (صنفان من اهل النار لم ارهما ) ثم قال : وذكر هذا من الكبائر ظاهر و هذا من الوعيد الشديد ..
4- فضفاضا غير ضيق :لابد ان يكون فضفاضا غير ضيق لانه ان كان ضيقا سيصف حجم البدن لان الغرض من الثوب انما هو رفع الفتنه ولا يحصل ذلك الا بالفضفاض الواسع اما الضيق فانه يصف حجم جسمها او بعضه و يصوره في اعين الرجال وفي ذلك من الفساد و الدعوة اليه مالا يخفي فيجب ان يكون واسعا ..
* فعن أسامة بن زيد بسند حسن قال : كساني رسول الله صلى الله عليه و سلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال : ( ما لك لم تلبس القبطية ؟ ) قلت : كسوتها امرأتي فقال : ( مرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها ) . أخرجه أحمد والبيهقي.
و الامر يفيد الوجوب كما هو معلوم
* ومما يحسن إيراده هنا استئناسا ما روي عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت : ( يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء (إذا ماتت)أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها(تقصد وهي ميتة في نعشها) فقالت أسماء : يا ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل . فإذا مت أنا فاغسليني أنت وعلي ولا يدخل علي أحد فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله عنهم .فانظر الي فاطمة رضي الله عنها وهي بضعة النبي صلى الله عليه و سلم كيف استقبحت ان يصف الثوب المرأة وهي ميتة ..
و هذا أيضا عند ادخال المرأة القبر يجب ان يدخلها محارمها اما الأجانب فليس لهم ان يحملوها و يدخلوها القبر و هذا الشيء يحدث تساهل فيه اقصي ما تتخيل فالناس تتجاهل هذا تماما الا من ندر و ايضا يجب علي المرأة ان تغطي بملائة عند نقلها للداخل لكي لا تري و كذلك الرجال الموجودون يغضون البصر عن بدنها فلا حول ولا قوة الا بالله ..فان كان حق صيانة المرأة في النظر الي بدنها وهي ميتة فكيف يكون الحال مع هؤلاء النساء اللائي يتبرجن بالزينة وهن أحياء و لذا يقول الشيخ الالباني رحمه الله :فانظر إلى فاطمة بضعة النبي صلى الله عليه و سلم كيف استقبحت أن يصف الثوب المرأة وهي ميتة فلا شك أن وصفه إياها وهي حية أقبح وأقبح فليتأمل في هذا مسلمات هذا العصر اللاتي يلبسن من هذه الثياب الضيقة التي تصف نهودهن وخصورهن وألياتهن وسوقهن وغير ذلك من أعضائهن ثم ليستغفرن الله تعالى وليتبن إليه وليذكرن قوله صلى الله عليه و سلم ( الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) ..
5- ألا يكون مبخرا مطيبا :فلا يكون عليه أي نوع من البخور أو الروائح و ذلك لأحاديث كثيرة .
* عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه بسند حسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ) .
* وعن زينب الثقفية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا ) .عن أبي هريرة رضي الله عنه بسند صحيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) .
*عن موسى بن يسار رضي الله عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه ( أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال : يا أمة الجبار المسجد تريدين ؟ قالت : نعم قال : وله تطيبت ؟ قالت : نعم قال : فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل .ووجه الاستدلال بهذه الأحاديث على ما ذكرنا العموم الذي فيها . فإن الاستعطار والتطيب كما يستعمل في البدن يستعمل في الثوب أيضا لا سيما وفي الحديث الثالث ذكر البخور فإنه بالثياب أكثر استعمالا وأخص . وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة وقد ألحق به العلماء ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال . وقال ابن دقيق العيد : ( وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال و الحق به حسن الملبس و الحلي الظاهر ) . قلت : فإذا كان ذلك حراما على من تريد المسجد فماذا يكون الحكم على مريدة السوق والأزقة والشوارع ؟ لا شك أنه أشد حرمة وأكبر إثما ..و لذلك ذكر الهيتمي في ( الزواجر ) ( 2 / 37 ) أن خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة من الكبائر ولو أذن لها زوجها . ثم إن هذه الأحاديث عامة تشمل جميع الأوقات وإنما خص بالذكر العشاء الآخرة في الحديث الثالث لأن الفتنة وقتها أشد فلا ينبغي أن يتوهم إنسان من هذا الحديث أن خروجها في غير هذا الوقت جائز .والأظهر أنها خصت بالنهي لأنها وقت الظلمة وخلو الطريق والعطر يهيج الشهوة فلا تأمن المرأة في ذلك الوقت من كمال الفتنة بخلاف الصبح والمغرب فإنهما وقتان فاضحان وقد تقدم أن مس الطيب يمنع المرأة من حضور المسجد مطلقا..6- إلا يشبه لباس الرجل (مشترك بين الرجال و النساء):ما ورد من الأحاديث الصحيحة في لعن المرأة التي تتشبه بالرجل في اللباس أو غيره و كذلك العكس.
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل )..
* وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال ) ..
* عن ابن عباس بسند صحيح قال : ( لعن النبي صلى الله عليه و سلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال : أخرجوهم من بيوتكم . قال : فأخرج النبي صلى الله عليه و سلم فلانا وأخرج عمر فلانا ) . وفي لفظ : ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) . عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه بسند صحيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاث لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق والديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال والديوث ) . * عن ابن أبي مليكة - واسمه عبد الله بن عبيد الله - قال : قيل لعائشة رضي الله عنها : إن المرأة تلبس النعل؟ فقالت : ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم الرجلة من النساء ) .
* وفي هذه الأحاديث دلالة واضحة على تحريم تشبه النساء بالرجال وعلى العكس وهي عامة تشمل اللباس وغيره من الكلام و هذه الامور إلا الحديث الأول فهو نص في اللباس وحده ..لان من حكمة التشريع الإسلامي وضع الحدود الميزة لكلا النوعين بل التأكيد علي هذا الامر منذ الطفولة وما يري من المفاسد التي تشيع من الفواحش التي تخالف الفطرة انما هو بسبب التفريط في هذا الجانب بل و قد يمتد الي الجذور في الطفولة فتجد ذكر يسمي باسم بنت بل و يتركوه يطلق شعره علي هيئة البنات و يتركوه يلبس ملابس البنات و يأتوا له بلعب البنات و يعاملونه علي انه بنت لاشك ان هذا الامر يفسد هذا الولد بل ينبغي ان يربي علي انه رجل و كذا البنت و يحصل التمييز مبكرا جدا ..و كذا الممثلون الذين يتشبهون بالنساء و العكس !! هذا كله مما يصادم هذه الفطرة و هذا الحكم الذي شرعه الإسلام و هو اللعن فينبغي المحافظة علي هذا التميز لكي لا تنتشر تلك الفواحش التي تموج في المجتمعات الغربية ..
وقد قال أبو داود في ( مسائل الإمام أحمد ) ( ص 261 ) : ( سمعت أحمد سئل عن الرجل يلبس جاريته القرطق ؟ قال : لا يلبسها من زي الرجال لا يشبهها بالرجال ) . وتبعه على ذلك الهيتمي في ( الزواجر ) ( 1 / 126 ) ثم قال : ( عد هذا من الكبائر واضح لما عرفت من هذه الأحاديث الصحيحة وما فيها من الوعيد الشديد ..وقال الطبري : لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس ..وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : ظاهر اللفظ الزجر عن التشبه في كل شيء لكن عرف من الأدلة الأخرى أن المراد التشبه في الزي وبعض الصفات والحركات ونحوها لا التشبه في أمور الخير .قال : والحكمة في لعن من تشبه إخراجه الشيء عن الصفة التي وضعها عليه أحكم الحكماء وقد أشار إلى ذلك في لعن الواصلات بقوله : ( المغيرات خلق الله فثبت مما تقدم أنه لا يجوز للمرأة أن يكون زيها مشابها لزي الرجل فلا يحل لها أن تلبس رداءه وإزاره ونحو ذلك كما تفعله بعض بنات المسلمين في هذا العصر من لبسهن ما يعرف ب ( الجاكيت ) و( البنطلون ) وإن كان هذا في الواقع أستر لهن من ثيابهن الأخرى الأجنبية . فاعتبروا يا أولي الأبصار ....الآن نجد أمرا غريبا من المحجبات شيء لا يصدق و يظن انهن محجبات فتكون لابسة للخمار و تجدها تلبس لباسا قصيرا و المساحيق علي وجهها و تلبس البنطالونات من جينز و خلافه و تظهر الاذنين و الرقبة و يحسبن انهن خير البنات و خير الزوجات فهذا حجاب ممسوخ في الحقيقة لا علاقة له إطلاقا بالحجاب الشرعي . 7- إلا يشبه لباس الكافرات (مشترك بين الرجال و النساء):لما ثبت في الشريعة من ان مخالفة الكفار و ترك التشبه بهم من المقاصد العليا للشريعة الاسلامية و لان الشبه الظاهر ينعكس علي الباطن و حقق هذا شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الرائع اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم و اثبت بالدليل ان هناك تفاعل بين الظاهر و الباطن فكل منهما يؤثر علي الاخر فاذا تشبه الشخص بالكفار صار بينه و بينهم نوع من الالفة و الحب لان الحب عبارة عن مناسبة اي وجود تناسب و توافق بين شخصين كالذي يلقي شخص مثلا في بلد غريب و يعرف انه من بلده و هكذا .وكذلك تجد أرباب الصناعات الدنيوية يألف بعضهم بعضا مالا يألفون غيرهم وهذا كله موجب الطباع ومقتضاه إلا أن يمنع من ذلك دين أو غرض خاص . فإذا كانت المشابهة في أمور دنيوية تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية ؟ فإن إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان . . . وقال سبحانه : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم [ المجادلة : 22 ]) فأخبر سبحانه وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا فمن واد الكفار فليس بمؤمن والمشابهة الظاهرة مظنة الموادة فتكون محرمة ) . ومن أدلة الكتاب :(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الجاثية : 18]) فهي شريعة أو هوي لان من كان مخالفا لامر الله و رسوله ما يبقي إلا الهوي ..(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى [صـ : 26]) (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [3] إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم : 4])و ادلة السنة اكثر من ان تحصي ..
* فروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب النبي رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله تعالى : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ) إلى آخر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( اصنعوا كل شيء إلا النكاح ) فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه) الحديثوفي الصلاة :*وعن شداد بن أوس رضي الله عنه بسند صحيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم ) .
وفي الصيام :* عن أبي هريرة رضي الله عنه بسند حسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون ) .* وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ) . و الأحاديث كثيرة جدا في ذلك ..في الحج :*عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :أن المشركين كانوا لا يفيضون من ( جمع ) حتى تشرق الشمس على ( ثبير ) وكانوا يقولون : أشرق ثبير كيما نغير فخالفهم النبي صلى الله عليه و سلم فدفع قبل أن تطلع الشمس ) .
و غيره في اللباس و الزينة :*عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم علي ثوبين معصفرين فقال : إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) .* وعن أبي أمامة رضي الله عنه بسند حسن قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم فقال : يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب قال : فقلنا : يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب قال : فقلنا : يا رسول الله إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون قال : فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب . قال : فقلنا : يا رسول الله إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم قال صلى الله عليه و سلم : قصوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب ) .
* عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأفوا اللحى ) .*وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس. *وعنه قال:قال النبي صلى الله عليه و سلم :إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم .ومن ( الآداب والعادات ):* عن جابر بن عبد الله مرفوعا : ( لا تسلموا تسليم اليهود فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة .ثبت مما تقدم أن مخالفة الكفار وترك التشبه بهم من مقاصد الشريعة الإسلامية العليا فالواجب على كل مسلم رجالا ونساء أن يراعوا ذلك في شؤونهم كلها وبصورة خاصة في أزيائهم وألبستهم لما علمت من النصوص الخاصة فيها وبذلك يتحقق صحة الشرط السابع في زي المرأة .
8 – إلا يكون لباس شهرة :لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا .ولباس الشهرة هو كل ثوب يقصد به الاشتهار بين الناس سواء اكان هذا الثوب نفيسا وهو يلبس هذا الثوب تفاخرا بالدنيا و زينتها حتي يتحدث الناس ان فلان يلبس ثوب بكذا و كذا ..او يلبس ثوبا فقيرا إظهارا للزهد و الرياء حتى يقولوا فلان زاهد يلبس كذا و كذا ..قال ابن الأثير : الشهرة ظهور الشيء و المراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفة ألوانه ألوان ثيابهم فيرفع الناس إليه أبصارهم و يختال عليهم بالعجب و التكبر .. أي يشذ عن ملابس الناس الذي يعيش في وسطهم ..
بعض التنبيهات :
ليس هذا الحديث مختصا بنفيس الثياب بل قد يحدث هذا لمن يلبس ثوبا يخالف ثوب الفقراء من الناس ليراه الناس فيتعجبوا من لباسه ..و ان كان اللبس بقصد الاشتهار في الناس فلا فرق بين رفيع الثياب ووضيعها و الموافق لملبوس الناس و المخالف لان التحريم يدور مع الاشتهار و المعتبر القصد و ان لم يطابق الواقع لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )..
علي - الكويت :
ردحذفموضوع جميل اسال الله ان يكون في ميزان حسناتك ..