09‏/08‏/2008

قضية الزيادة السكانية و موقف الاسلام منها

واجب علي كل داعي الي الله عز و جل ان ينصح لاخوانه و اهله سبيل الرشد و الإيمان و يحذرهم من سبيل الغي و البهتان عياذا بالله حتي تكون الناس علي بينة من امرهم و يعلموا طريق ربهم حق المعرفة و هذا هو المنهج الذي اصله لنا ربنا في هذه الايات.
*وقال تعالى : (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58))
و في سنة النبي صلي الله عليه و سلم اخرج الامام احمد و الحاكم و البيهقي قال ابن كثير بإسناد علي شرط مسلم من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما واخرجه ايضا الامام احمد و ابن إسحاق من حديث كعب ابن مالك رضي الله عنه حديث جابر ذكر ان الانصار جلسوا يتذاكرون فيما بينهم أحوال نبيهم صلي الله عليه و سلم قبل الهجرة فقال بعضهم لبعض : حتى متي نترك رسول الله صلي الله عليه و سلم يطوف ويطرد في جبال مكة ..كانت هذه حالة صلي الله عليه و سلم فرحل إلية منا سبعون رجلا فقدموا عليه في الموسم فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين حتي توافينا فقلنا علاما نبايعك يا رسول الله ؟؟ فقال : تبايعوني علي السمع و الطاعة في النشاط و الكسل و النفقة في العسر و اليسر وعلي الامر بالمعروف و النهي عن المنكر وعلي ان تقولوا في الله لا تخافوا لومة لائم وعلي ان تنصروني فتمنعوني اذا قدمت اليكم مما تمنعون منه انفسكم وازواجكم و ابنائكم ولكم الجنه ..هذه بضاعته صلي الله عليه و سلم التي كان يبايع عليها .. الا ان سلعة لله غالية الا ان سلعة الله الجنة ..الحديث
* قال تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ 29))
المشـــــكلة
* ظهرت في الآونة الأخيرة صيحات تحذر من الزيادة السكانية و عقدت من اجلها المؤتمرات و الندوات و علي قمة هذه المؤتمرات مؤتمر بكين و الذي انعقد عام 95 و 2000 و انعقد مؤخرا في شهر يونيو الماضي ببلادنا و كان ينادي بتحديد النسل و يؤكد علي ضرورة ان تكتفي الأسرة بطفلين لان أكثر من طفلين يمثل عبئا علي الدولة – كما يزعمون – لا يمكن تحمله .
و السؤال : هل الزيادة السكانية تمثل عبئا بالفعل ؟ و هل كثرة الأولاد تعتبر جريمة و مشكلة ؟ و هل زيادة السكان تقلل من معدلات التنمية و فرص العمل و تزيد من اعداد العوانس و العاطلين ؟
و للإجابة عن كل هذه التساؤلات يجب تأصيل امرا واجب علينا ان نعرفه جيدا :
ان أي قضية من القضايا او أي امر من الامور قد اوضحه لنا ربنا عز و جل في كتابه و سنة نبيه صلي الله عليه و سلم بل ووضع لها ضوابط و اطارا لا يصح تجاوزها او الخروج عنها فلا يجوز لنا ان نقلد الاخرين في منهج او فكر او مبدأ و قد كفانا الله هذا .
حقائق ربانية
اولي هذه الحقيقة هو ان القوة البشرية في العالم هي العنصر الاساسي لعوامل القوة و الرخاء :
و هذا ما يؤكده علماء الاقتصاد ان الاقتصاد القوي يقوم علي الارض و المال و الانسان و بدون الانسان لا قيمة للارض و لا للمال لانه هو الذي يسخرها لاستخراج خيراتها و لهذا اتت كل الاديان علي الحض علي الانجاب و التكاثر
قال تعالى علي لسان ابراهيم r :(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ)
و زكريا صلي الله عليه و سلم :(فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6))
ثانيا : أن النسل من خصائص الخالق لا من خصائص المخلوق :
فهو سبحانه يخلق ما يشاء قال تعالى : (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) بما ان النسل من خصائص الرب و لا يتم الا بامره و علمه فهل ينسب الخطأ لله قال تعالى :( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10))
معني و قدر فيها أقواتها ان الله عز و جل هو الذي ينفخ الروح في الإحياء و يعلم كم من الأحياء سيعيش على هذه البسيطة الي ان تقوم الساعة
ثالثا : هذا النسل له رزق مقدر :
قال تعالى : (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31))
(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151))
فأبواب الرزق بيد الله تعالى ليست بيد زيد أو عمر و لا علاقة له بتحديد نسل من الثوابت في كتاب الله عز و جل أن هذا الأمر مكتوب مقدور لا حيلة فيه قال تعالى :
*(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23))
*(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6))
*و عن النبي r في الحديث القدسي و هو عند مسلم : يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيَط إذا أُدخل البحر.
*كما في البخاري قَالَ لَنَا النَّبِيُّ r يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ
حَدِيث أَنَس بِلَفْظِ " تَزَوَّجُوا الْوَدُود الْوَلُود ، فَإِنِّي مُكَاثِر بِكُمْ يَوْم الْقِيَامَة " أَخْرَجَهُ اِبْن حِبَّان ،
عَنْ اِبْن عُمَر بِلَفْظِ " تَنَاكَحُوا تَكَاثَرُوا فَإِنِّي أُبَاهِي بِكُمْ الْأُمَم " وَلِلْبَيْهَقِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ " تَزَوَّجُوا ، فَإِنِّي مُكَاثِر بِكُمْ الْأُمَم ، وَلَا تَكُونُوا كَرَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى ..
إذن ما هي المسألة ؟؟؟
لم يكلفنا ربنا جهدا في البحث عن اسباب قيام الغرب الكافر بتصدير هذه الافكار العفنة الينا و الزامنا بها بل قد اوضحها وضوحا جليا
قال تعالى : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)
و قال ايضا : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
و قال تعالى : (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217))
و حذرنا النبي صلي الله عليه و سلم من تتبع سبيلهم فقال صلي الله عليه و سلم : لتتبعن سنن من كان قبلكم .... الحديث
و لك ان تعلم ان كل هذه المحاولات ترتبط بالمسلمين فقط و بخاصة دول الجوار مع العدو الصهيوني اليهود فصدروا لنا مشكلة تحديد النسل و ضخموها و ربطوها بالمعونات التي تقدم لنا و خاصة دول الجوار مثل مصر و الاردن و لبنان و العراق و التي تكون مشروطة بتحديد النسل و لن يهدءوا الا بعد تطبيق مخططهم شيئا فشيئا و هذا ما هو واضح في قوانين الأسرة التي تشرع في بلادنا من قانون الأسرة و الطفل و المرأة و السكان ...
و اورد عليك طرفا من كلامهم :
* نظرية مالتس السكانية التي أرغمت الناس علي تقليل عددهم في وقت الثورة الصناعية زاعمين ان نسبة الأرزاق ستكون دائما اقل من نسبة نمو البشر الامر لذي ادي الي ظهور مشكله الانقراض و التقلص مما دعاها الي معالجة هذه المشكلة و التشجيع علي النسل عندهم و لكن كما هي العادة دائما قامت بتصدير هذه الأفكار العفنة و النظريات التي أثبتت فشلها عندهم إلي بلادنا لهدم هذه الأمة المباركة هذه الأمة التي غابت عنها أهدافهم الخبيثة و أفكارهم لهدامة .
* و هو أيضا كلام رؤوسهم من المستشرقين و هو المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه باثولوجيا الإسلام فيقول : إن خطر الإسلام كبير علينا و اعتقد ان من الواجب ابادة خمس المسلمين و البديل للابادة الان ان يبيدوا هم أنفسهم بأنفسهم و ان ينتحروا انتحارا جماعيا عن طريق تحديد النسل .
* يقول المفكر الماني شيمز: الخصوبة البشرية و الثروات هما بؤرة الصراع بين اليهود و المسلمين
من هنا نتبين انه صراع لقطع دابر المسلمين و استأصل شافتهم نمو الجنس اليهودي و هذا مخطط ينفذ شيئا فشيئا و يتم هذا عن طريق المعونات التي توزع علينا يقول مايلز كوبلاند و هو من رجال المخابرات الامريكية عن المعونة الأمريكية : انها طعم في يد صياد ماهر يغري به فريسته حتي تقع في شباكه .
الفرق بيننا و بينهم
في الوقت الذي تفرض فيه عقوبات سواء سلبية او ايجابية لمن ينجب اكثر من اثنين فقط فالرؤية في الغرب تختلف اختلافا تاما و لك طرف منها :
اصدرت فرنسا قرارا بتخصيص 830 دولارا شهريا لكل طفل يولد
عام 42 اصدرت بريطانيا قانونا يعاقب من يدعو لمنع الحمل بالسجن و الغرامة كما قرر تفريغ النساء للعمل و رفع الضرائب على غير المتزوجين و علي من لا يريد الانجاب
قررت تغيير نمط المساكن من غرفتين و صالة الي ثلاثة و صالة حتي تتسع لعدد اكبر من الاولاد
و منذ ايام معدودة كانوا يحتفلون في امريكا مع امرأة انجبت طفلها الثامن عشر !!
والحـــــــــــل
ان الاسلام يؤكد و يرغب في زيادة النسل و هذا هو الاصل كما اقر بذلك مجمع البحوث الاسلامية عام 65 و لا يجوز وضع القوانين التي تجبر الناس علي منع الحمل او الاجهاض
اما الحلول المقترحة فلها جانبان
جانب عام لاستثمار هذه الزيادة و النمو بها فملخصها في الآتي :
اولا : هناك 6 ملايين فدان صالحة للزراعة في المساحة من الاسكندرية للسلوم بالاضافة الي ارض سيناء بالاضافة الي اراضي السودان تحتاج الي السواعد و الايد العاملة لتوسيع رقعة الارض الزراعية .
ثانيا : ازالة الشقاق بين البلاد الاسلامية بعضها البعض لتشجيع الهجرات منها و اليها لاستثمار الطاقات .
ثالثا : انتزاع حقوق الفقراء من الاغنياء و اعادة توزيع الثروة عن طريق الزكاة
رابعا : الوقوف ضد تبديد الطاقات من لهو و مسلسلات و مجون و بذخ تافه
أما علاج هذه المشكلة من الجانب الخاص فهو الأخذ بأسباب الرزق و التي تركناها و انشغلنا عنها و من أسباب الرزق :
تقوى الله عز و جل قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) و قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) و قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق