اعلم رحمك الله ان ذكر الله عز و جل هو من أعلى مقامات الاتصال بالله تعالى بل هو من اجل الأعمال التي يتقرب العبد بها الي ربه و مليكه عز و جل قال ربنا عز و جل : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)) وهو فضيلة لا يدانيها فضيلة و شرف لا يدانيه شرف
* روى الترمذي وأحمد وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله »
* وروى مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : « كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال يسبح مائة تسبيحة ، فتكتب له ألف حسنة ، أو تحط عنه ألف خطيئة ».
وليس هذا فحسب بل إن الذكر يفتح على القلب أنواعا من الفضائل وجملة من الطاعات ، كما أن دوام ذكر الرب تعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [ سورة الحشر : 19 ] ، وإذا نسي العبد نفسه أعرض عن مصالحها ، واشتغل عنها ، فهلكت وفسدت ، ولو لم يكن من فوائد الذكر إلا هذه الفائدة لكفى ؛..
* ومنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سئل : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله ) . أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد والطبراني في الكبير.
* يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى : " الذكر للقلب كالماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟ ".
* قال النووي - رحمه الله - : " اعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها ، بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى " ، كذا قاله سعيد بن جبير رضي الله عنه ، وغيره من العلماء .
* وقال عطاء - رحمه الله - : " مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام ، كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا ".
* وقال جل شأنه : { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ( الأحزاب : 35 )
* وسئل أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - عن القدر الذي يصير به من الذاكرين كثيرا والذاكرات ، فقال : إذا واظب على الأذكار المأثورة المثبتة صباحا ومساء في الأوقات والأحوال المختلفة ليلا ونهارا كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، والله أعلم .
* روي البخاري و مسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت »
ولاهمية هذا الموضوع سوف اقسمه إلي ثلاثة محاور :
اولا : الأمر بذكر الله عز و جل من الكتاب و السنة و فضله .
ثانيا : هل الذكر باللسان فقط
ثالثا : بعض الآثار المجربة النافعة لذكر الله عز و جل ..
أولا : الأمر بذكر الله عز و جل من الكتاب و السنة :
امرنا ربنا في غير ما موضع من كتابه و كذلك على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم بالذكر
* قال الله تعالى في سورة الاحزاب :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) )
يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بكثرة ذكرهم لربهم تعالى ، المنعم عليهم بأنواع النعم وأصناف المنن، لما لهم في ذلك من جزيل الثواب، وجميل المآب.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
* إن الله لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر، غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه ، ولم يعذر أحدًا في تركه ، إلا مغلوبا على تركه، فقال: ( فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ) [النساء:103] ، بالليل والنهار و في البر والبحر وفي السفر والحضر والغنى والفقر والصحة والسقم والسر والعلانية في أي حال و كل حال ..
* وفي الصحيحين : " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه "
* وروى الإمام احمد و الترمذي و ابن ماجة من حديث عبد الله بن بُسْر يقول : جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهما: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: "مَنْ طال عمره وحسن عمله". وقال الآخر: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا ، فمرني بأمر أتشبث به. قال: "لا يزال لسانك رَطْبًا بذكر الله" .
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)
وتخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر الأوقات بل لفضلهما على سائر الأوقات لكونهما تحضرهما ملائكة الليل والنهار وتلتقي فيهما ..
* ففي البخاري و مسلم و غيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون "..
( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) )
فإذا فعلتم ذلك ( أي من الذكر و التسبيح ) صلى عليكم هو وملائكته
والصلاة من الله : ثناؤه على العبد عند الملائكة في الملأ الأعلى ، حكاه البخاري عن أبي العالية ورواه أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس ، عنه.
وقال غيره الصلاة من الله: الرحمة ورد بقوله: ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ) وقد يقال: لا منافاة بين القولين والله أعلم.
وأما الصلاة من الملائكة :
فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار (3) ، كقوله: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ .. الآيات} (غافر).
** فقد قال الفضيل: بلغنا أن الله عز وجل قال عبدي اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما.
** وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها .
** وقال الحسن الذكر ذكران ذكر الله عز وجل بين نفسك وبين الله عز وجل ما أحسنه وأعظم أجره وأفضل من ذلك ذكر الله سبحانه عند ما حرم الله عز وجل.
** روى عن ثابت البناني رحمه الله انه قال : إني أعلم متى يذكرني ربي عز وجل، ففزعوا منه وقالوا : كيف تعلم ذلك؟ فقال: إذا ذكرته ذكرني ثم قرأ قول الله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ) ...
هل الذكر باللسان فقط ؟؟
* فهذا قول ربنا في سورة البقرة : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ) ..
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
فَاذْكُرُونِي : بالطاعة قلباً وقالباً فيعم الذكر باللسان والقلب والجوارح ،
فالأول : الحمد والتسبيح والتحميد وقراءة كتاب الله تعالى ..
والثاني : الفكر في الدلائل الدالة على التكاليف والوعد والوعيد وفي الصفات الإلهية والأسرار الربانية .
والثالث : استغراق الجوارح في الأعمال المأمور بها خالية عن الأعمال المنهي عنها
ولكون الصلاة مشتملة على هذه الثلاثة سماها الله تعالى ذكراً في قوله : { فاسعوا إلى ذِكْرِ الله } [ الجمعة : 9 ] وقال أهل الحقيقة : حقيقة ذكر الله تعالى أن ينسى كل شيء سواه
وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
وإنما قدم الذكر على الشكر لأن في الذكر اشتغالاً بذاته تعالى وفي الشكر اشتغالاً بنعمته والاشتغال بذاته تعالى أولى من الاشتغال بنعمته .
فوائد الذكر :
* ومن فوائد الذكر : أنه يورث القلب المراقبة والإنابة ، ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى ، وغير هذا من الفوائد كثير حتى قال ابن القيم في الوابل الصيب : " وفي الذكر أكثر من مائة فائدة " .
فهو مفتاح لكل خير يناله العبد في الدنيا والآخرة فمتى أعطى الله العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ، ومتى أضله بقي باب الخير مرتجا دونه .
** ومن أجل هذه المعاني كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه في ليله ونهاره ، وسره وإعلانه ، وعند الخاصة والعامة ، وكان يذكر الله إذا أوى إلى فراشه ، أو أراد جماع أهله ، أو أراد دخول الخلاء أو بعد الخروج منه ، أو عند الوضوء أو بعده ، أو بعد الصلاة ، أو عند المطر ، أو عند هبوب الريح ، أو عند لبس الثوب ، أو عند الدخول إلى المسجد ، أو الخروج منه ، وغير ذلك من أحواله صلى الله عليه وسلم .
و من الفوائد التي في ذكر الله تعالى أنها تحميك و تحصنك و تدفع عند كيد الشياطين و المردة
اعلم رحمك الله أننا لا نعيش بمفردنا في هذا الكون و لسنا المكلفين بمفردنا بأحكام الشرع و الإسلام فهناك الجان أيضا مكلفون و منهم الطائع المسلم و منهم الكافر الملحد قال تعالى في سورة الجن على لسان الجن :
( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً )
و لهذا سن لنا نبينا صلى الله عليه و سلم مجموعة من الأذكار و الأعمال التي تقينا من شرورهم
الأذكار الطاردة للشياطين :
الأذان و الإقامة :
الآثار المجربة : فرار الشيطان
* روى البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل ، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى إذا قضي التثويب أقبل ».
* روى مسلم عن سهيل بن أبي صالح قال : ومعي غلام لنا أو صاحب لنا ، فناداه مناد من حائط باسمه ، قال : وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي ، فقال : لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ، ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة ، فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص )الحصاص : أي : الضراط ، وقيل : شدة العدو .
الاستعاذة بالله من الشيطان :
* و عند مسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ، ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا ، وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ، ورأيناك بسطت يدك ؟ قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ، ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة » .
* وعند مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه : ( أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا . قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني » . قوله : « يلبسها علي » ، أي : يخلطها علي ويشككني فيها .
قولك بسم الله :
الحفظ من الشياطين ان تأكل او تبيت معك :
في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ ...
اتمام البركة في الامر :
روى جماعة و الحديث حسن بشواهده عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ أَقْطَعُ
الحفظ من أعين الجان :
روى الترمذي عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ ..
آية الكرسي :
طاردة للشياطين من البيوت و الاماكن :
* و عند الدارمي بإسناد جيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن فصارعه فصرعه الانسي فقال له الجني عاودني فعاوده فصرعه الإنسي إني لأراك ضئيلاً شحيباً كان ذريعتك ذريعتي كلب فكذلك أنتم معاشر الجن - أو أنت منهم كذلك - قال لا والله إني منهم لضليع ولكن عاودني الثالثة فان صرعتني علمتك شيئاً ينفعك فعاوده فصرعه فقال هات علمني قال هل تقرأ آية الكرسي قال نعم قال إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح قال رجل من القوم يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟وقال من يكون هو إلا عمر رضى الله عنه.
* عن الوليد بن مسلم أبي : أن رجلا أتى شجرة أو نخلة فسمع فيها حركة فتكلم فلم يجب فقرأ آية الكرسي فنزل إليه شيطان فقال له : إن لنا مريضا فبم نداويه ؟ قال : بالذي أنزلتني به من الشجرة ..
حارس ليلي :
* وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته وقلت : والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إني محتاج وعلي عيال ، ولي حاجة شديدة ، قال : فخليت عنه ، فأصبحت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال : قلت : يا رسول الله ، شكا حاجة شديدة وعيالا ، فرحمته ، فخليت سبيله ، قال : أما إنه قد كذبك وسيعود ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه سيعود ، فرصدته ، فجاء يحثو من الطعام - وذكر الحديث إلى أن قال - : فأخذته - يعني في الثالثة - فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ، ثم تعود ، قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت : ما هن ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } . . . حتى تختم الآية ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فخليت سبيله ، فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت : يا رسول الله ! زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها ، فخليت سبيله ، قال : ما هي ؟ قلت : قال لي : إذا أويت إلى فراشك ، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصيح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ قال : لا . قال : ذاك شيطان » .
خواتيم سورة البقرة :
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )
الكافية من كل شيء :
* روى البخاري و مسلم عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه » قوله : " كفتاه " ، أي : من كل شر وسوء .
طاردة للشياطين من البيت لمدة ثلاث ليال :
* عن النعمان بن بشير رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « إن الله تبارك وتعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، ولا تقرآن في دار فيقربها الشيطان ثلاث ليال » .
سورة الإخلاص و المعوذتين:
الكافيات من كل شيء :
روى ابي داوود و الترمذي عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال : « خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة ، نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركته ، فقال : قل . فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل . فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل . قلت : يا رسول الله! ما أقول ؟ قال : قل : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات ، تكفيك من كل شيء » .
خير سورتين يستعاذ بهما :
و عند النسائي و غيره من حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ :كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عُقْبَةُ قُلْ فَقُلْتُ مَاذَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ عَنِّي ثُمَّ قَالَ يَا عُقْبَةُ قُلْ قُلْتُ مَاذَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ عَنِّي فَقُلْتُ اللَّهُمَّ ارْدُدْهُ عَلَيَّ فَقَالَ يَا عُقْبَةُ قُلْ قُلْتُ مَاذَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فَقَرَأْتُهَا حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهَا ثُمَّ قَالَ قُلْ قُلْتُ مَاذَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَقَرَأْتُهَا حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهَا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ مَا سَأَلَ سَائِلٌ بِمِثْلِهِمَا وَلَا اسْتَعَاذَ مُسْتَعِيذٌ بِمِثْلِهِمَا ..
حافظة من الجان و عين الإنسان :
و عند الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا ..
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء و هو السميع العليم
حامية من كل ضرر :
* روى الترمذي عن أبان بن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات ، لم يضره شيء ) .
من الآثار المجربة :
روى ابي داوود الحديث السابق ثم قال : فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ (الشلل)فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَلَا كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا
* قلت : و هذا دليل على أن الانفعال المبالغ فيه مثل الغضب مثلا يمكن الشيطان من بني ادم فيجعله أما يمسى الذكر أو يقلل من أثره و هذا ما حدث لأبان رضي الله عنه ..
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
مضاد لسم العقرب و محصن للاماكن من شر ما يدب عليها من مخلوقات :
* روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : « جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال : أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك » .
من الآثار المجربة :
قال سهيل (راوي الحديث) كما عند الترمذي : فكأن أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد وجعا ..
قال القرطبي رحمه الله : هذا خبر صحيح و قول صادق علمنا صدقه دليلا و تجربة !!
* روى مسلم عن خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ فَإِنَّهُ لَنْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ ..
حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
كافية هم الدنيا و الآخرة :
روى ابن السني في أعمال اليوم و الليلة و صححه الارناؤوط في زاد الميعاد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ من أمر الدنيا و الآخرة ..
بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
القوة التحصينية الثلاثية :
روى ابي داوود عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ يُقَالُ حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ ؟؟
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير
حرز عظيم و اجر كبير :
* روى أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال إذا أصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل ، وكتب له عشر حسنات ، وحط عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي ، وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح » .
** و في رواية البخاري و مسلم : من قالها في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب و كتب له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتي يمسي و لم يأت احد بافضل مما جاء به الا رجل عمل اكثر من ذلك ..
صفقة بالملايين مع الله تعالى :
روى الترمذي وابن ماجه و الحاكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير .. كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتا في الجنة " .
يقول ابي عبد الله الحاكم راوي الحديث فقدمت خرسان فأتيت قتيبة بن مسلم رحمه الله فقلت : اتيتك بهدية .. فحدثته الحديث , فكان قتيبة يركب في موكبه حتي يأتي السوق فيقولها ثم ينصرف !!
الأسواق بيوت الشياطين :
روى اباي داوود و غيره عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الشَّيْطَانَ وَالْإِثْمَ يَحْضُرَانِ الْبَيْعَ فَشُوبُوا بَيْعَكُمْ بِالصَّدَقَةِ ..
أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
عصمة من الشيطان ليوم كامل :
روى ابي داوود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ قَالَ أَقَطْ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ ..
و للحديث بقية باذن الله ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق