أَحَادِيْثُ فِي الأَمَانَةِ
1 ـ رَوَى الْبَيْهَقِيُّ (6/289) عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي رِجَالُ قَوْمِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَذَكَرَ الْحَدِيْثَ فِي خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيْهِ ـ : { فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ثَلاثَ لَيَالٍ وَأَيَّامَهَا , حَتَّى أَدَّى عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَدَائِعَ الَّتِى كَانَتْ عِنْدَهُ لِلناَّسِ , حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهَا لَحِقَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ } . [قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي "إِرْوَاءِ الْغَلِيلِ" (5/384) : حَسَنٌ . وَقَالَ الْحَافِظُ فِي "التَّلْخِيصِ" : "َأَمَّا أَمْرُهُ عَلِيًّا بِرَدِّهِ : فَرَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ بِسَنَدٍ قَوِيٍّ , فَذَكَرَ حَدِيثَ الْخُرُوجِ إلَى الْهِجْرَةِ , قَالَ : { فَأَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَمْسَ لَيَالٍ وَأَيَّامَهَا حَتَّى أَدَّى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَدَائِعَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُ , لِلنَّاسِ }] .
2 ـ وَرَوَى أَحْمَدُ (6614) ، وَابْنُ وَهْبٍ فِي "الْجَامِعِ" (84) ، وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ (4/314) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنْ الدُّنْيَا : حِفْظُ أَمَانَةٍ ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ ، وَعِفَّةٌ فِي طُهْرٍ} . وَلَفْظُ ابْنِ وَهْبٍ {وَعِفَّةُ طُعْمَةٍ } [وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي الصَّحِيْحَةِ (733)] .
3 ـ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ (59) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : { بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ لَمْ يَسْمَعْ ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ : أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَإِذَا ضُيِّعَتْ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ ، قَالَ : كَيْفَ إِضَاعَتُهَا ؟ قَالَ : إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ } .
4 ـ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ ( 6497 ) ، وَمُسْلِمٌ (143) عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : { حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ ، حَدَّثَنَا : أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنْ السُّنَّةِ . وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ : يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ ؛ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ ، فَيُقَالُ : إِنَّ فِي بَنِي فُلانٍ رَجُلا أَمِينًا ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ : مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ } ، " وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ الإِسْلامُ ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلاَّ فُلانًا وَفُلانًا " .
5 ـ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ ( 33 ) ، وَمُسْلِمٌ (59) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ } .
6 ـ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ (34) ، وَمُسْلِمٌ (58) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ } .
7 ـ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (4534) عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ الْمَكِّيِّ قَالَ : كُنْتُ أَكْتُبُ لِفُلانٍ نَفَقَةَ أَيْتَامٍ كَانَ وَلِيَّهُمْ ، فَغَالَطُوهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَدَّاهَا إِلَيْهِمْ ، فَأَدْرَكْتُ لَهُمْ مِنْ مَالِهِمْ مِثْلَيْهَا قَالَ : قُلْتُ : أَقْبِضُ الأَلْفَ الَّذِي ذَهَبُوا بِهِ مِنْكَ ؟ قَالَ : لا ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ } [صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ].
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ( 3535 ) وَالتِّرْمِذِيُّ (1264) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ }
[قَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَقَالُوا إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ عَلَى آخَرَ شَيْءٌ فَذَهَبَ بِهِ فَوَقَعَ لَهُ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَحْبِسَ عَنْهُ بِقَدْرِ مَا ذَهَبَ لَهُ عَلَيْهِ وَرَخَّصَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ التَّابِعِينَ وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَقَالَ إِنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَرَاهِمُ فَوَقَعَ لَهُ عِنْدَهُ دَنَانِيرُ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَحْبِسَ بِمَكَانِ دَرَاهِمِهِ إِلاَّ أَنْ يَقَعَ عِنْدَهُ لَهُ دَرَاهِمُ فَلَهُ حِينَئِذٍ أَنْ يَحْبِسَ مِنْ دَرَاهِمِهِ بِقَدْرِ مَا لَهُ عَلَيْهِ اهـ . وَالْحَدِيْثُ صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
8 ـ وَرَوَى أَحْمَدُ (11975 ، 12157 ، 12787 ، 13227) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : { مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ قَالَ : لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ } . [وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي "صَحِيحِ الْجَامِعِ" (7179) ] .
9 ـ وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ (1585) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ : { أَوْفُوا بِحِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَزِيدُهُ يَعْنِي الإِسْلامَ إِلاَّ شِدَّةً ، وَلا تُحْدِثُوا حِلْفًا فِي الإِسْلامِ } [قَالَ الترمذي : وَفِي الْبَاب عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَقَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ ] .
10 ـ رَوَى أَبُو دَاوُدَ (2353) عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا } .
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ (22471) عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَفَ بِالأَمَانَةِ ، وَمَنْ خَبَّبَ عَلَى امْرِئٍ زَوْجَتَهُ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا } [وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي الصَّحِيحَةِ (94)]
11 ـ وَرَوَى ابْنُ وَهَبٍ فِي " الْجَامِعِ" (73 ، 83) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { لا يَجْتَمِعُ الإيْمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ , وَلا يَجْتَمِعُ الْكَذِبُ وَالصِّدْقُ جَمِيعًا , وَلا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالأَمَانَةُ جَمِيعًا } .[ قاَلَ الأَلْبَانِيُّ فِي "السِّلْسِلَةِ الصَّحِيْحَةِ" (3/41) : وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ ] .
12 ـ وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا { أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِيْنِكُمُ الأَمَانَةُ , وَآخِرُهُ الصَّلاةُ } .[قاَلَ الأَلْبَانِيُّ فِي "السِّلْسِلَةِ الصَّحِيْحَةِ" (4/319): أَخْرَجَهُ الْخَرَائِطِيُّ فِي "مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ" ( ص 28 ) و تَمَّامٌ الرَّازِيُّ فِي "الْفَوَائِدِ" (ق 31/2) وَالضِّيَاءُ فِي "الْمُخْتَارَةِ " (1/495) عَنْ أَنس مَرْفُوعًا . وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ فِي الشَّوَاهِدِ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ (7182 ، 7183) عَنْ الْحَسَنِ عَنْ شَدَّادٍ مَرْفُوعًا بِهِ . و الْحَدِيْثُ صَحِيحٌ فَإِنْ لَهُ شَوَاهِدَ كَثِيرَة ].
13 ـ وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا : { إِنَّكُمُ الْيَوْمَ فِي زَمَانٍ كَثِيْرٍ عُلَمَاؤُهُ قَلِيْلٍ خُطَبَاؤُهُ ، مَنْ تَرَكَ عُشْرَ مَا يَعْرِفُ فَقَدْ هَوَى , وَيَأْتِي مِنْ بَعْدُ زَمَانٌ كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ قَلِيْلٌ عُلَمَاؤُهُ ، مَنِ اسْتَمْسَكَ بِعُشْرِ مَا يَعْرِفُ فَقَدْ نَجَا } .
[ قاَلَ الأَلْبَانِيُّ فِي "السِّلْسِلَةِ الصَّحِيْحَةِ" (6/40) : أَخْرَجَهُ الْهَرَوِيُّ فِي "ذَمِّ الْكَلاَمِ" (1/ 14 - 15) عَنْ أَبِي ذَرٍّ مَرْفُوعًا بِهِ . وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ رِجَالُ مُسْلِمٍ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ طَفَر هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً وَهُوَ الَّذِي كَانَ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ تَصْحِيْحِ الْحَدِيْثِ لَمَّا خَرَّجْتُ حَدِيْثَ أَبِي هُرَيْرةَ بِنَحْوِهِ فِي "الضَّعِيفَةِ" (684) ثُمَّ وَجَدْتُ أَنَّهُ لَمْ يَتَفَرَّدْ بِهِ فَلَمْ أَرَ مِنَ الأَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ إِلاَّ تَصْحِيحَهُ].
14 ـ وَرَوَى الْخُلَعِيُّ فِي "الْفَوَائِدِ" (18/ 73/1) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : { نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَضْيَافٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَوَضُوئِهِ فَتَوَضَّأَ , فَبَادَرُوا إِلَى وَضُوئِهِ فَشَرِبُوا مَا أَدْرَكُوهُ مِنْهُ ، وَمَا انْصَبَّ مِنْهُ فِي الأَرْضِ فَمَسَحُوا بِهِ وُجُوهَهُمْ وَرُءُوسَهُمْ وَصُدُورَهُمْ , فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا دَعَاكُمْ إِلَى ذَلِكَ ? قَالُوا : حُبًّا لَكَ , لَعَلَّ اللهَ يُحِبُّنَا يَا رَسُولَ اللهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ أَنْ يُحِبَّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ فَحَافِظُوا عَلَى ثَلاثِ خِصَالٍ : صِدْقِ الْحَدِيثِ , وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ , وَحُسْنِ الْجُوارِ ، فَإِنَّ أَذَى الْجَارِ يَمْحُو الْحَسَنَاتِ كَمَا تَمْحُو الشَّمْسُ الْجَلِيدَ } .
[ حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ بِمَجْمُوعِ طُرُقِهِ ، فَقَالَ فِي "السِّلْسِلَةِ الصَّحِيْحَةِ" (6/1264) : بَعْدَ أَنْ ضَعَّفَ إِسْنَادَهُ : لَكِنِ الْحَدِيْثُ قَدْ رُوِيَ جُلُّهُ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ يَدُلُّ مَجْمُوعُهَا عَلَى أَنَّ لَهُ أَصْلاً ثَابِتًا . وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "الْمُصَنَّفِ" (11/7/19748) عَنْ مَعمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ بِهِ . قُلْتُ : وَهَذَا الإِسْنَادُ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ غَيْرَ الرَّجُلِ الأَنْصَارِيِّ فَإِنْ كَانَ تَابِعِيًّا فَهُوَ مُرْسَلٌ ، وَلاَ بَأْسَ بِهِ فِي الشَّوَاهِدِ ، وَإِنْ كَانَ صَحَابِيًّا فَهُوَ مُسْندٌ صَحِيحٌ ، وَيغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ أَنَّهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٌ رضِيَ اللَّه عَنْهُ الَّذِي فِي الطَّرِيقِ الأُوْلَى ، فَإِنَّهُ أَنْصَارِيٌّ وَيَرْوِي عَنْهُ الإمَامُ الزُّهْرِيُّ كَثِيْرًا . و يَشْهَدُ لَهُ مَا قَبْلَهُ عَلَى ضَعْفِهِ . وَاللَّه أَعْلَمُ . ثَانِيًا : مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " الأَوْسَطِ" (1/152/1) . ثُمَّ قاَلَ الأَلْبَانِيُّ : فَالْحَدِيْثُ عِنْدِي حَسَنٌ عَلَى الأَقَلِّ بِمَجْمُوعِ هَذِهِ الطُّرُقِ] .
15 ـ وَرَوَى الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ الأَمَانَةُ ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْ دِيْنِهِمُ الصَّلاة ُ، وَرُبَّ مُصَلٍّ لا خَلاقَ لَهُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى } . [تَخْرِيجُ السُّيُوطِي : :( الحَكِيْمُ ) عَنْ زيْدِ بْنِ ثَابِتٍ . وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي "صَحِيحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ"(2575 )] .
16 ـ وَرَوَى مُسْلِمٌ (195) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { يَجْمَعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّاسَ ، فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ لَهُمُ الْجَنَّةُ ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ : يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ : وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ إِلاَّ خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ ؛ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ ؛ إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ ، اعْمِدُوا إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا ، فَيَأْتُونَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحِهِ ، فَيَقُولُ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ ، وَتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالاً ، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ ، قَالَ : قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ ؟ قَالَ : أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ ! ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ ، وَنَبِيُّكُمْ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ : رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحْفًا ، قَالَ : وَفِي حَافَتَيْ الصِّرَاطِ كَلالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ ، وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ } ، ( وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا ) .
17 ـ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (429) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ ، وَصَامَ رَمَضَانَ ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ } ، ( قَالُوا : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ وَمَا أَدَاءُ الأَمَانَةِ ؟ قَالَ : الْغُسْلُ مِنْ الْجَنَابَةِ ) . [حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
18 ـ وَرَوَى الْبُخَارِيُّ (2681) أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ : { أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ : سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، قَالَ : وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ } .
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (2941) ، وَمُسْلِمٌ (1773) مُطَوَّلاً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ أَخْبَرَهُ : { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ ، وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ ، وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ شُكْرًا لِمَا أَبْلاهُ اللَّهُ ، فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ قَرَأَهُ : الْتَمِسُوا لِي هَا هُنَا أَحَدًا مِنْ قَوْمِهِ لِأَسْأَلَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّأْمِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تِجَارًا [جَمْعُ تَاجِرٍ] فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَوَجَدَنَا رَسُولُ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّأْمِ فَانْطُلِقَ بِي وَبِأَصْحَابِي حَتَّى قَدِمْنَا إِيلِيَاءَ ، فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ، فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : سَلْهُمْ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَقُلْتُ : أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا ، قَالَ : مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ ؟ فَقُلْتُ : هُوَ ابْنُ عَمِّي ، وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي ، فَقَالَ قَيْصَرُ : أَدْنُوهُ ، وَأَمَرَ بِأَصْحَابِي فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفِي ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : قُلْ لِأَصْحَابِهِ : إِنِّي سَائِلٌ هَذَا الرَّجُلَ عَنِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، فَإِنْ كَذَبَ فَكَذِّبُوهُ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَاللَّهِ لَوْلا الْحَيَاءُ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي عَنْهُ ، وَلَكِنِّي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَأْثُرُوا الْكَذِبَ عَنِّي فَصَدَقْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : قُلْ لَهُ : كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلِ فِيكُمْ ؟ قُلْتُ : هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ ، قَالَ : فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَبْلَهُ ؟ قُلْتُ : لا ، فَقَالَ : كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ عَلَى الْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ ؟ قُلْتُ : لا ، قَالَ : فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ ؟ قُلْتُ : لا ، قَالَ : فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ ؟ قُلْتُ : بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ ، قَالَ : فَيَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ ؟ قُلْتُ : بَلْ يَزِيدُونَ ، قَالَ : فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ ؟ قُلْتُ : لا ، قَالَ : فَهَلْ يَغْدِرُ ؟ قُلْتُ : لا ؛ وَنَحْنُ الآنَ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ نَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَغْدِرَ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَلَمْ يُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهِ لا أَخَافُ أَنْ تُؤْثَرَ عَنِّي غَيْرُهَا ، قَالَ : فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ أَوْ قَاتَلَكُمْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَكَيْفَ كَانَتْ حَرْبُهُ وَحَرْبُكُمْ ؟ قُلْتُ : كَانَتْ دُوَلاً وَسِجَالاً ، يُدَالُ عَلَيْنَا الْمَرَّةَ وَنُدَالُ عَلَيْهِ الأُخْرَى ، قَالَ : فَمَاذَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ ؟ قَالَ : يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ لَهُ : قُلْ لَهُ : إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ ذُو نَسَبٍ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا ، فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ قُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَمُّ بِقَوْلٍ قَدْ قِيلَ قَبْلَهُ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا ، فَقُلْتُ : لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ ، وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ ، وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لا ، فَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ لا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَزَعَمْتَ أَنْ لا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لا يَغْدِرُونَ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ ، وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ تَكُونُ دُوَلاً وَيُدَالُ عَلَيْكُمْ الْمَرَّةَ وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الأُخْرَى ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى وَتَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ ، وَسَأَلْتُكَ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، قَالَ : وَهَذِهِ صِفَةُ النَّبِيِّ ، قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ ، وَإِنْ يَكُ مَا قُلْتَ حَقًّا فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ، وَلَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لُقِيَّهُ ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ قَدَمَيْهِ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُرِئَ ، فَإِذَا فِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ؛ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، سَلامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ ، وَ ) يَاأَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ( [آلَ عِمْرَانَ : 64] ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَلَمَّا أَنْ قَضَى مَقَالَتَهُ عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ ، فَلا أَدْرِي مَاذَا قَالُوا ، وَأُمِرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي وَخَلَوْتُ بِهِمْ قُلْتُ لَهُمْ : لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ ، هَذَا مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ يَخَافُهُ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَاللَّهِ مَا زِلْتُ ذَلِيلاً مُسْتَيْقِنًا بِأَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبِي الإِسْلامَ وَأَنَا كَارِهٌ} .
19 ـ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (4728) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسَائِيُّ الْمَعْنَى قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ يَعْنِي ابْنَ عِمْرَانَ حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ : ) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ( [النِّسَاءَ : 58] قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ } وَفِي رِوَايَةٍ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : { رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ } قَالَ ابْنُ يُونُسَ : قَالَ الْمُقْرِئُ : يَعْنِي إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ يَعْنِي أَنَّ لِلَّهِ سَمْعًا وَبَصَرًا ، قَالَ أَبُو دَاوُد وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ . [وَصَحَّحَ الأَلْبَانِيُّ إِسْنَادَهُ] .
20 ـ رَوَى الْبُخَارِيُّ (2396) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : { أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ عَلَيْهِ ثَلاثِينَ وَسْقًا لِرَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ ، فَاسْتَنْظَرَهُ جَابِرٌ فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ ، فَكَلَّمَ جَابِرٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَشْفَعَ لَهُ إِلَيْهِ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَّمَ الْيَهُودِيَّ لِيَأْخُذَ ثَمَرَ نَخْلِهِ بِالَّذِي لَهُ فَأَبَى ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّخْلَ فَمَشَى فِيهَا ، ثُمَّ قَالَ لِجَابِرٍ : جُدَّ لَهُ فَأَوْفِ لَهُ الَّذِي لَهُ ، فَجَدَّهُ بَعْدَمَا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْفَاهُ ثَلاثِينَ وَسْقًا ، وَفَضَلَتْ لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ وَسْقًا ، فَجَاءَ جَابِرٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ بِالَّذِي كَانَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي الْعَصْرَ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخْبَرَهُ بِالْفَضْلِ فَقَالَ : أَخْبِرْ ذَلِكَ ابْنَ الْخَطَّابِ ، فَذَهَبَ جَابِرٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : لَقَدْ عَلِمْتُ حِينَ مَشَى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُبَارَكَنَّ فِيهَا } .
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ (2709) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : { تُوُفِّيَ أَبِي وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَعَرَضْتُ عَلَى غُرَمَائِهِ أَنْ يَأْخُذُوا التَّمْرَ بِمَا عَلَيْهِ فَأَبَوْا وَلَمْ يَرَوْا أَنَّ فِيهِ وَفَاءً ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : إِذَا جَدَدْتَهُ فَوَضَعْتَهُ فِي الْمِرْبَدِ آذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ ثُمَّ قَالَ : ادْعُ غُرَمَاءَكَ فَأَوْفِهِمْ ، فَمَا تَرَكْتُ أَحَدًا لَهُ عَلَى أَبِي دَيْنٌ إِلاَّ قَضَيْتُهُ وَفَضَلَ ثَلاثَةَ عَشَرَ وَسْقًا : سَبْعَةٌ عَجْوَةٌ وَسِتَّةٌ لَوْنٌ - أَوْ سِتَّةٌ عَجْوَةٌ وَسَبْعَةٌ لَوْنٌ - فَوَافَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَضَحِكَ فَقَالَ : ائْتِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَخْبِرْهُمَا ، فَقَالا لَقَدْ عَلِمْنَا إِذْ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا صَنَعَ أَنْ سَيَكُونُ ذَلِكَ.
الْخِيَانَةُ
1ـ رَوَى أَبُو دَاوُدَ (4502) ، وَالتِّرْمِذِيُّ (2911) ، وَابْنُ مَاجَه (4211) ، وَأَحْمَدُ (19861 ، 19885) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ } . [قَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
{ مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ العُقُوبَةَ فِي الدُّنَْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُهُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ قَطِيْعَةِ الرَّحِمِ وَالْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ ، وَإِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا لَصِلَةُ الرَّحِمِ ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ البَيْتِ لَيَكُونُونَ فَجَرَةً فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا }.[تخريج السيوطي (حب) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ [وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ (5705) وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ فِي "مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ" : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ شَيْخِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوْسَى بِنْ أَبِي عُثْمَانَ الأَنْطَاكِيِّ وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ . وَقَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي "السِّلْسِلَةِ الصَّحِيْحَةِ" (2/623) : قُلْتُ : وَأَخْرَجَ الشَّطْرَ الثَّانِي مِنْهُ ابْنُ حِبَّانَ (2038) بِلَفْظِ : { إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ . .} . رَوَاهُ مِنْ طَرِيْقِ أَبِي يعْلَى : حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ بْن أَبِي مُسْلِمٌ الْجَرْمِيُّ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ مَرْفُوعًا بِهِ . قُلْتُ : و رِجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ عَلَى عَنْعَنَةِ الْحَسَنِ وَهُوَ الْبَصْرِيُّ ، غَيْرَ الْجَرْمِيِّ هَذَا وَلَمْ أَعْرِفْهُ الآنَ ، وَلَمَّا عَزَاهُ الْمُنْذِرِيُّ فِي "التَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ" (3/228) لاِبْنِ حِبَّانَ فِي"صَحِيْحِهِ" سَكَتَ عَلَيْهِ ، فَلَعَلَّهُ عَرَفَهُ . وَلِلشَّطْرِ الأَوَّلِ مِنْهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرةَ ، سَيَأْتِي فِي هَذَا الْمُجَلَّدِ إِنْ شَاء اللَّه تَعَالَى بِرَقْمٍ ( 978 ) . ] .
وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ (2/182) وَلَفْظُهُ : { إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَكُوْنُونَ فَجَرَةً فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلُونَ فَيَحْتَاجُونَ } .
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي "الْكَبِيْرِ" (19/150/367) ، وَفِي"الأَوْسَطِ" (3/103/1042) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ , قَالَ: نا أَبُو جَعْفَرٍ , قَالَ: نا أَبُو الدَّهْمَاءِ الْبَصْرِيُّ شَيْخُ صِدْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ ، وَإِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَكُونُونَ فُجَّارًا فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا وَصَلُوا أَرْحَامَهُمْ ، وَإِنَّ أَعْجَلَ الْمَعْصِيَةِ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَالْخِيَانَةُ ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ تُذْهِبُ الْمَالَ، وَتُقِلُّ فِي الرَّحِمِ، وَتَذَرُ الدِّيَارَ بَلاقِعَ } [ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو إِلا أَبُو الدَّهْمَاءِ، تَفَرَّدَ بِهِ: النُّفَيْلِيُّ . وَقَالَ الْهَيْثَمِيُّ: وَفِيْهِ أَبُو الدَّهْمَاءِ النَّصرِيُّ وَهُوَ ضَعِيْفٌ جِدًّا . قَالَ الأَلْبَانِيُّ فِي "السِّلْسِلَةِ الصَّحِيْحَةِ" (978) : "النُّفَيْلِيُّ" ثِقَةٌ لَكِنَّ شَيْخَهُ أَبَا الدَّهْمَاءِ وَإِنْ وُثِّقَ فِي هَذَا السَنَدِ فَقَدْ قاَلَ الذَّهَبِيُّ : " قاَلَ ابْنُ حِبَّانَ : لاَ يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ " . ثُمَّ سَاقَ لَهُ هَذَا الْحَدِيْثَ مِنْ طَرِيْقِ النُّفَيْلِيِّ عَنْهُ . و أَمَّا الْحَافِظُ فَقَدْ قاَلَ فِي "التَّقْرِيْبِ" : هُوَ (مَقْبُولٌ) . وَقاَلَ الْهَيْثَمِيُّ فِي " الْمَجْمَعِ " (8/152) : "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي"الأَوْسَطِ" وَفِيْهِ أَبُو الدَّهْمَاءِ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ ضَعِيْفٌ جِدًّا " . وَقاَلَ فِي مَوْضِعٍ آخَر (8/180) : "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي"الأَوْسَطِ" وَفِيْهِ أَبُو الدَّهْمَاءِ الْبَصْرِيُّ وَثَّقَهُ النُّفَيْلِيُّ وَضَعَّفَهُ ابْنُ حِبَّانَ " . قُلْتُ : لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي بكْرَةَ مَضَى ذِكْرُهُ تَحْتَ الْحَدِيْثِ (918) . و جُمْلَةُ الْقَوْلِ أَنَّ الْحَدِيْثَ بِمَجْمُوعِ هَذِهِ الطُّرُقِ وَالشَّوَاهِدِ صَحِيحٌ ثَابِتٌ وَ لِلْجُمْلَةِ الأَخِيرَةِ مِنْهُ شَاهِدٌ آخَرُ مِنْ حَدِيْثِ وَاثِلَةَ بِلَفْظِ : { الْيَمِينُ الْغَمُوسُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلاقِعَ } . أَخْرَجَهُ خَيْثَمَةُ الأُطْرَابُلُسِيُّ فِي " الْمُنْتَخَبِ مِنَ الْفَوَائِدِ" (1/189/1) وَ الدُّولابِيُّ فِي "الْكُنَى" ( 2 / 165 ) و أَبُو بَكْرٍ الْكلاباذي فِي " مِفْتَاحِ الْمَعَانِي " (359/2) والْخَطِيبُ فِي "تَلْخِيصِ الْمُتَشَابِه" (13/147/1) عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ السَّكُونِيِّ (وَقاَلَ بَعْضُهُمْ : الْيَشْكُرِيُّ ) عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ مَرْفُوعًا . قُلْتُ : وَعَبْدُ الْحَمِيدِ هَذَا لَمْ أَعْرِفُهُ وَلَمْ يُتَرْجِمْ لَهُ أَحَدٌ حَتَّى وَلاَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ" ، وَ إِنَّمَا تَرْجَمَ لِسَمِيٍّ لَهُ حِمْصِيٍّ أَيْضًا ، وَلَكِنَّهُ دُوْنَ هَذَا فِي الطَّبَقَةِ بِكَثِيرٍ مَاتَ سَنَةَ (292) . وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ وَهُوَ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ ثِقَةٌ تَابِعِيٌّ ] .
2 ـ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيْلِ (153) حَدَّثَنَا وَهَبُ بْنُ بَقِيَّةَ عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ يُوْنُسَ ، عَنْ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاَلَ : { الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ وَالْخِيَانَةُ فِي النَّارِ }
وَرَوَاهُ إِسْحَقُ بْن رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ (329) أَخْبَرَنَا كُلْثُوم ، نا عَطَاءٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ ، عَنْ رَسُوْل اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاَلَ : { الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ } .
وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ (8948) حَدَّثَنَا أَبُو الْعْبَّاسِ مُحَمَّدُ بْن يَعْقُوبُ ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيْبٍ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قاَلَ: { الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ وَالْخِيَانَةُ فِي النَّارِ } .
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي"شُعَبِ الإِيْمَانِ"(5038) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْن أَحْمَدُ بْنُ عبْدَان ، أَنَا أَحْمَدُ بْن عُبَيْدٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ أَخُو خَطَّابٍ ، ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، ثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ ، ثَنَا أَبُو رَافِعٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، قاَلَ : ( لَوْلاَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ } لَكُنْتُ أَمْكَرَ هَذِهِ الأُمَّة ) [تَخْرِيجُ السُّيُوطِي : (د فِي مَرَاسِيْلِهِ) . وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي "صَحِيحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ"(6726)] .
3 ـ رَوَى مُسْلِمٌ (59) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مِنْ عَلامَاتِ الْمُنَافِقِ ثَلاثَةٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، } وَفِي لَفْظٍ لَهُ : {آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ ..} .
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ (10542) عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ { ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ : مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ} .
وَتَقَدَّمَ أَنَّهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ( 33 ) ، وَمُسْلِمٌ (59) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ } .
4 ـ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (3657) ، وَأَحْمَدُ (8067) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَنْ أُفْتِيَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ ، وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ } [وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ (8067) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ، وَمَنْ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدٍ فَقَدْ خَانَهُ ، وَمَنْ أَفْتَى بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ } . وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَه (53) مُخْتَصَرًا وَلَفْظُهُ : { مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبَتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ} [وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ]
5 ـ رَوَى ابْنُ مَاجَه (4036) ، وَأَحْمَدُ (8752) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ } . [وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
6 ـ وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي "الأَوْسَطِ" (3/371/1410) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قاَلَ قاَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الْفُحْشُ (1) وَالتَّفَحُّشُ (2) ، وَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ ، وَتَخْوِيْنُ الأَمِيْنُ ، وَائْتِمَانُ الْخَائِنِ }. [حَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ فى "السِّلْسِلَةِ الصَّحِيْحَةِ" (2238) ، وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي "صَحِيحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ"(5894)].
(1) الْفُحْشُ : الْقُبْحُ وَالْبَذَاءَةُ وَالْخُرُوجُ عَنِ الْحَدِّ الْمَعْقُولِ فِي الْقَوْلِ أَوْ الْفِعْلِ وَالْعُدْوَانُ فِي الْجَوَابِ .
(2) التَّفَحُّشَ : تكَلَّفُ الْقُبْحِ وَالْبَذَاءَةِ وَتَعَمُّدُ ذَلِكَ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ .
7 ـ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (3600) ، وَابْنُ مَاجَهْ (2366) ، وَأَحْمَدُ (6860 ، 6901) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ : { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ شَهَادَةَ الْخَائِنِ وَالْخَائِنَةِ وَذِي الْغِمْرِ عَلَى أَخِيهِ ، وَرَدَّ شَهَادَةَ الْقَانِعِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ ، وَأَجَازَهَا لِغَيْرِهِمْ } قَالَ أَبُو دَاوُد : الْغِمْرُ : الْحِنَةُ وَالشَّحْنَاءُ ، وَالْقَانِعُ : الأَجِيرُ التَّابِعُ مِثْلُ الأَجِيرِ الْخَاصِّ. وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي دَاوُدَ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلا خَائِنَةٍ وَلا زَانٍ وَلا زَانِيَةٍ وَلا ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ} . [وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ ] .
وَلَفْظُ ابْنِ مَاجَه (2366) : عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلا خَائِنَةٍ وَلا مَحْدُودٍ فِي الإِسْلامِ وَلا ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ} . [وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ ] .
8 ـ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (2683 ، 4359) ،وَالنَّسَائِيُّ (4067) عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : { لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلاَّ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَقَالَ : اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ؛ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ ، وَمَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ ، فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ، فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا وَكَانَ أَشَبَّ الرَّجُلَيْنِ فَقَتَلَهُ ، وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ فَأَدْرَكَهُ النَّاسُ فِي السُّوقِ فَقَتَلُوهُ ، وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ فَأَصَابَتْهُمْ عَاصِفٌ فَقَالَ أَصْحَابُ السَّفِينَةِ : أَخْلِصُوا فَإِنَّ آلِهَتَكُمْ لا تُغْنِي عَنْكُمْ شَيْئًا هَاهُنَا ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يُنَجِّنِي مِنَ الْبَحْرِ إِلاَّ الإِخْلاصُ لا يُنَجِّينِي فِي الْبَرِّ غَيْرُهُ ، اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ عَلَيَّ عَهْدًا إِنْ أَنْتَ عَافَيْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ أَنْ آتِيَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَضَعَ يَدِي فِي يَدِهِ فَلاَجِدَنَّهُ عَفُوًّا كَرِيمًا ، فَجَاءَ فَأَسْلَمَ ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي السَّرْحِ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ ، قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاثًا ، كُلَّ ذَلِكَ يَأْبَى ، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟! فَقَالُوا : وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ؟ هَلاَّ أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ، قَالَ : إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ}. هَذَا لَفْظُ النَّسَائِيِّ ، وَلَفْظُ أَبِي دَاوُدَ أَخْصَرُ مِنْهُ . [وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ ].
9 ـ رَوَى أَبُو دَاوُدَ (2939) ، وَأَحْمَدُ (19014 ، 19188) مِنْ طَرِيْقِ إِسْمَعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ بِشْرِ بْنِ قُرَّةَ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : { انْطَلَقْتُ مَعَ رَجُلَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَشَهَّدَ أَحَدُهُمَا ثُمَّ قَالَ : جِئْنَا لِتَسْتَعِينَ بِنَا عَلَى عَمَلِكَ ، وَقَالَ الآخَرُ مِثْلَ قَوْلِ صَاحِبِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدَنَا مَنْ طَلَبَهُ ، فَاعْتَذَرَ أَبُو مُوسَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : لَمْ أَعْلَمْ لِمَا جَاءَا لَهُ ، فَلَمْ يَسْتَعِنْ بِهِمَا عَلَى شَيْءٍ حَتَّى مَاتَ} . [ قال الأَلْبَانِيُّ : مُنْكَرٌ ، وَحَسَّنَ مِنْهُ ( اتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّ أَخْوَنَكُمْ عِنْدَنَا مَنْ طَلَبَ الْعَمَلَ ) . وَعَزَاهُ السُّيُوطِي : (طب) عَنْ أَبِي مُوْسَى. وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ فِي "صَحِيحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ"(103)] .
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (6923 ، 7157) ، وَمُسْلِمٌ (1824) ، وَأَبُو دَاوُدَ (3579 ، 4354) ، وَالنَّسَائِيُّ (4 ، 4066) ، وَأَحْمَدُ (17167 ، 19167) عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : { أَقْبَلْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي رَجُلانِ مِنْ الأَشْعَرِيِّينَ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِي ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَاكُ ، فَكِلاهُمَا سَأَلَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ؟! قَالَ : قُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا وَمَا شَعَرْتُ أَنَّهُمَا يَطْلُبَانِ الْعَمَلَ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكِهِ تَحْتَ شَفَتِهِ قَلَصَتْ فَقَالَ : لَنْ أَوْ لا نَسْتَعْمِلُ عَلَى عَمَلِنَا مَنْ أَرَادَهُ ، وَلَكِنْ اذْهَبْ أَنْتَ يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ إِلَى الْيَمَنِ ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَلْقَى لَهُ وِسَادَةً قَالَ : انْزِلْ ، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ ، قَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ ، قَالَ : اجْلِسْ ، قَالَ : لا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ ، قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ - فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ ، ثُمَّ تَذَاكَرَا قِيَامَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَمَّا أَنَا فَأَقُومُ وَأَنَامُ وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي } .
10 ـ رَوَى مُسْلِمٌ (1897) ، وَأَبُو دَاوُدَ (2496) ، وَالنَّسَائِيُّ (3190 ، 3191) ، وَأَحْمَدُ (22468 ، 22495) عن بُرَيْدَةَ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلاً مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ إِلاَّ وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ فَمَا ظَنُّكُمْ } ، وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : { فَقَالَ : فَخُذْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا شِئْتَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : فَمَا ظَنُّكُمْ ؟} .
11- وَرَوَى الْبُخَارِيُّ (6724) ، وَمُسْلِمٌ (2563) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلا تَحَسَّسُوا وَلا تَجَسَّسُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا } .
وَرَوَى مُسْلِمٌ (2564) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لا تَحَاسَدُوا وَلا تَنَاجَشُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَدَابَرُوا وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ ، التَّقْوَى هَاهُنَا - وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ - بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ } وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : { إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلا إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ}
، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (1927) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَخُونُهُ وَلا يَكْذِبُهُ وَلا يَخْذُلُهُ ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ عِرْضُهُ وَمَالُهُ وَدَمُهُ ، التَّقْوَى هَا هُنَا ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ } . [قَالَ التِّرْمِذِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي أَيُّوبَ . وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ] .
12 ـ رَوَى الْبُخَارِيُّ (2457 ، 3377 ، 5948 ، 6201) ، وَمُسْلِمٌ (4603) عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { خَيْرُكُمْ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، قَالَ عِمْرَانُ : لاَ أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ } .
13 ـ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ (1547) ، وَالنَّسَائِيُّ (5468) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : { اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُوعِ ؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخِيَانَةِ ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ } [وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ].
14 ـ وَرَوَى مُسْلِمٌ (2865) ، وَأَحْمَدُ (17030) عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ : { أَلاَ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا : كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلالٌ ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا ، وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَقَالَ : إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا فَقُلْتُ : رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً ، قَالَ : اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ ، وَأَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاثَةٌ : ذُو سُلطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلبِ لكُل ذِي قُرْبَى وَمُسْلمٍ ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ ،
قَال : وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ : الضَّعِيفُ الذِي لا زَبْرَ لهُ الذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أَهْلا وَلا مَالا ، ( فَقُلْتُ : فَيَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَاللَّهِ ، لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْعَى عَلَى الْحَيِّ مَا بِهِ إِلاَّ وَلِيدَتُهُمْ يَطَؤُهَا ) ، وَالخَائِنُ الذِي لا يَخْفَى لهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلا خَانَهُ ، وَرَجُلٌ لا يُصْبِحُ وَلا يُمْسِي إِلا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلكَ وَمَالكَ ، وَذَكَرَ البُخْل أَوْ الكَذِبَ وَالشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ ، وَإِنَّ اللهَ أَوْحَى إِليَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ ، وَلا يَبْغِ أَحَدٌ عَلى أَحَدٍ } .
قَالَ النَّوَوِيُّ :
( نَحَلْتُهُ ) أَعْطَيْتُهُ ، وَفِي الكَلاَمِ حَذْفٌ ، أَيْ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : كُلُّ مَالٍ أَعْطَيْتُهُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي فَهُوَ لَهُ حَلاَلٌ ، وَالْمُرَادُ إِنْكَارُ مَا حَرَّمُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِنَ السَّائِبَةِ وَالْوَصِيلَةِ وَالْبَحِيرَةِ وَالْحَامِي وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَأَنَّهَا لَمْ تَصِرْ حَرَامًا بِتَحْرِيمِهِمْ ، وَكُلُّ مَالٍ مَلَكَهُ العَبْدُ فَهُوَ لَهُ حَلاَلٌ ، حَتَّى يَتَعَلَّقَ بِهِ حَقٌّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ) أَيْ : مُسْلِمِينَ ، وَقِيلَ : طَاهِرِينَ مِنْ المَعَاصِي ، وَقِيلَ : مُسْتَقِيمِينَ مُنِيبِينَ لِقَبُولِ الهِدَايَة ، وَقِيلَ : المُرَادُ حِينَ أَخَذَ عَلَيْهِمْ العَهْدَ فِي الذَّرِّ ، وَقَالَ : ) أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ( .
قَوْله تَعَالَى : ( فَاجْتَالَتْهُمْ ) بِالْجِيمِ ، وَعَنْ رِوَايَةِ الحَافِظِ أَبِي عَلِيٍّ الغَسَّانِيِّ ( فَاخْتَالَتْهُمْ ) بِالْخَاءِ المُعْجَمَة . قَالَ : وَالأَوَّلُ أَصَحُّ وَأَوْضَحُ ، أَيْ : اِسْتَخَفُّوهُمْ فَذَهَبُوا بِهِمْ وَأَزَالُوهُمْ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ ، وَجَالُوا مَعَهُمْ فِي البَاطِلِ ، كَذَا فَسَّرَهُ الهَرَوِيُّ وَآخَرُونَ ، وَقَالَ شَمِرٌ : اِجْتَالَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ : ذَهَبَ بِهِ ، وَاجْتَالَ أَمْوَالَهُمْ سَاقَهَا ، وَذَهَبَ بِهَا ، قَالَ القَاضِي : وَمَعْنَى ( فَاخْتَالُوهُمْ ) بِالْخَاءِ عَلَى رِوَايَة مَنْ رَوَاهُ ، أَيْ : يَحْبِسُونَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَيَصُدُّونَهُمْ عَنْهُ .
وَالْمَقْتُ : أَشَدُّ البُغْضِ ، وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْمَقْتِ وَالنَّظَرِ مَا قَبْلَ بَعْثَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَادُ بِبَقَايَا أَهْلِ الكِتَابِ البَاقُونَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِدِينِهِمُ الحَقِّ مِنْ غَيْرِ تَبْدِيلٍ .
قَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى : { إِنَّمَا بَعَثْتُك لأبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ } مَعْنَاهُ : لأمْتَحِنَكَ بِمَا يَظْهَرُ مِنْكَ مِنْ قِيَامِكَ بِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الجِهَادِ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَالصَّبْرِ فِي اللَّهِ تَعَالَى وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَأَبْتَلِيَ بِكَ مَنْ أَرْسَلْتُكَ إِلَيْهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُظْهِرُ إِيْمَانَهُ ، وَيُخْلِصُ فِي طَاعَاتِهِ ، وَمَنْ يَتَخَلَّفُ ، وَيَتَأَبَّدُ بِالْعَدَاوَةِ وَالْكُفْرِ ، وَمَنْ يُنَافِقُ ، وَالْمُرَادُ أَنْ يَمْتَحِنَهُ لِيَصِيرَ ذَلِكَ وَاقِعًا بَارِزًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا يُعَاقِبُ العِبَادَ عَلَى مَا وَقَعَ مِنْهُمْ ، لاَ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ قَبْلَ وُقُوعِهِ ، وَإِلاَّ فَهُوَ سُبْحَانَهُ عَالِمٌ بِجَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَبْلَ وُقُوعِهَا ، وَهَذَا نَحْوُ قَوْلُهُ تَعَالَى : ) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبَارَكُمْ ( [مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 31] } أَيْ : نَعْلَمَهُمْ فَاعِلِينَ ذَلِكَ مُتَّصِفِينَ بِهِ .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : { لاَ يَغْسِلُهُ المَاءُ } فَمَعْنَاهُ : مَحْفُوظٌ فِي الصُّدُورِ ، لاَ يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ الذَّهَابُ ، بَلْ يَبْقَى عَلَى مَرِّ الأَزْمَانِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : { تَقْرَأهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ } فَقَالَ العُلَمَاءُ : مَعْنَاهُ يَكُونُ مَحْفُوظًا لَكَ فِي حَالَتَيْ النَّوْمِ وَالْيَقَظَةِ ، وَقِيلَ : تَقْرَأهُ فِي يُسْرٍ وَسُهُولَةٍ
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَقُلْتُ : رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَة ) هِيَ بِالثَّاءِ المُثَلَّثَة ، أَيْ : يَشْدَخُوهُ وَيَشُجُّوهُ ، كَمَا يُشْدَخُ الخُبْزُ ، أَيْ : يُكْسَرُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ } بِضَمِّ النُّونِ ، أَيْ : نُعِينُكَ .
وَقَوْلُهُ : ( مُقْسِطٍ ) أَيْ : عَادِلٍ .
وَقَوْله : ( زَبْرَ ) بِفَتْحِ الزَّايِ وَإِسْكَانِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ : لاَ عَقْلَ لَهُ يَزْبُرهُ وَيَمْنَعُهُ مِمَّا لاَ يَنْبَغِي ، وَقِيلَ : هُوَ الَّذِي لاَ مَالَ لَهُ ، وَقِيلَ : الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ مَا يَعْتَمِدُهُ ، وَقَوْلُهُ : ( لاَ يَتْبَعُونَ ) بِالْعَيْنِ المُهْمَلَةِ مُخَفَّفٌ وَمُشَدَّدٌ مِنْ الاتِّبَاعِ ، وَفِي بَعْض النُّسَخ ( يَبْتَغُونَ ) بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْغَيْنِ المُعْجَمَةِ ، أَيْ : لاَ يَطْلُبُونَ .
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالْخَائِنُ الَّذِي لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَ خَانَهُ ) مَعْنَى ( لاَ يَخْفَى ) لاَ يَظْهَرُ ، قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : يُقَالُ : خَفَيْتُ الشَّيْءَ إِذَا أَظْهَرْتَهُ ، وَأَخْفَيْتُهُ إِذَا سَتَرْتَهُ وَكَتَمْتَهُ ، هَذَا هُوَ المَشْهُورُ ، وَقِيلَ : هُمَا لُغَتَانِ فِيهِمَا جَمِيعًا .
قَوْله : ( وَذَكَرَ البُخْلَ وَالْكَذِبَ ) هِيَ فِي أَكْثَر النُّسَخ ( أَوْ الكَذِبَ ) بِأَوْ ، وَفِي بَعْضهَا ( وَالْكَذِبَ ) بِالْوَاوِ ، وَالأَوَّلُ هُوَ المَشْهُورُ فِي نُسَخِ بِلاَدنَا ، وَقَالَ القَاضِي : رِوَايَتُنَا عَنْ جَمِيعِ شُيُوخِنَا بِالْوَاوِ ، إِلاَّ اِبْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنِ الطَّبَرِيِّ فَبِأَوْ ، وَقَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ ، وَلَعَلَّهُ الصَّوَابُ ، وَبِهِ تَكُونُ المَذْكُورَاتُ خَمْسَةً ، وَأَمَّا ( الشِّنْظِيرُ ) فَبِكَسْرِ الشِّينِ وَالظَّاءِ المُعْجَمَتَيْنِ وَإِسْكَانِ النُّونِ بَيْنهمَا ، وَفَسَّرَهُ فِي الحَدِيثِ بِأَنَّهُ الفَحَّاشُ وَهُوَ السَّيِّئُ الخُلُقِ .
قَوْلُهُ : ( فَيَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَاَللَّهِ لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ ... إِلَى آخِرِهِ ) ( أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ) هُوَ : مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالْقَائِلُ لَهُ قَتَادَةُ ، وَقَوْلُهُ : ( لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ ) لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَوَاخِرَ أَمْرِهِمْ ، وَآثَارَ الجَاهِلِيَّةِ وَإِلاَّ فَمُطَرِّفٌ صَغِيرٌ عَنْ إِدْرَاكِ زَمَنِ الجَاهِلِيَّةِ حَقِيقَةً وَهُوَ يَعْقِلُ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق