02‏/04‏/2009

سلط الله عليكم ذلا

أخرج أبو داود رحمه الله تعالى – عن ثوبان – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟! قال : " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل : يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال :" حب الدنيا وكراهية الموت ".

و هذا الاخبار من النبي صلى الله عليه وسلم لمن شواهد و دلائل نبوته وما نراه الان خير شاهد على ذلك

قال:"بل أنتم كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل" أكثر من مليار مسلم ، ولكنهم غثاء كغثاء السيل، وغثاء السيل هذه الكلمة مبناها قليل لكنها جمعت معان كثيرة – ولا غرابة في ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتِيَ جوامع الكلم صلي الله علية وسلم .

· غثاء في التبعية :

أن الغثاء الذي يحمله السيل يسير معه محمولا مع تياره ، وهكذا أمة الإسلام تجري مع تيار أمم الكفر حتى لو نعق "بهيئة الأمم" غراب ، أو طن في "مجلس الفتن" ذباب ، لخروا على ذلك صما وعميانا، وجعلوه كتابا محكما وتبيانا، وسموه " الشرعية الدولية"!!

· غثاء في النفع :

أن السيل يحمل زبدا رابيا لا ينفع الناس ، وكذلك أمة الإسلام لم تعد تُؤدي دورها الذي به تبوأت مقدمة الأمم ، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

· غثاء في المصير :

أن الزبد سيذهب جفاء ، ولذلك سيبدل الله تعالى من تولى ، ويُمكن للطائفة المنصورة والفرقة الناجية التي تنفع الناس في الأرض

( إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التوبة : 39] ).

· غثاء في الافكار :

أن الغثاء الذي يحمله السيل خليط من قاذورات الأرض ، وفتات الأشياء ، وكذلك أفكار كثير من المسلمين تقميش من زبالة الفلسفات ، وحثالة الحقارات ولا أقول الحضارات، وقلامة المدنيات ، وظلمة العلمنة والإلحاديات.

· غثاء في الذات :

أن الغثاء الذي يحمله السيل لا خير فيه من زبد ووسخ وقش ومزابل فهو يجرف ما لا خير فيه ، وهكذا المسلمون – إلا من رحم ربي – لا خير فيهم كحال هذا الغثاء والله المستعان.

· غثاء في الجهل :

أن الغثاء الذي يحمله السيل لا يدري مصيره الذي يجري إليه ، فهو كمن حفر قبره بظفره، وهكذا أمة الإسلام لا تدري ما يخطط لها أعداؤها ، ومع ذلك ، فهي تتبع كل ناعق ،وتميل مع كل ريح إلا من رحم الله ، وقليل ما هم.

ــــــ

أيها الإخوة: ما هو سبب تداعي هذه الأمم الكافرة على هذه الأمم ؟!
فليعلم الجميع ان اي مصيبة تصيب المسلمين ما هي الا نتيجة لما قدمت من الذنوب و الاثام .

وقال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران : 165]) ؛ قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى : 30])

قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله تعالى – في تفسيره لهذه الايات : أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هو عن سيئات تقدمت لكم ، )ويعفو عن كثير ( أي من السيئات، فلا يجازيكم عليها بل يعفوعنها ، ) ولو يؤاخذ اللهُ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة( ...

ــــ

أخرج أبو داود في سننه عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا ، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم .

· فما العينة :

العينة نوع من أنواع الربا الذي قال تعالى في حقه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [البقرة : 278] فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ [البقرة : 279])

حرب؟! نعم حرب ، إن الربا أمره عظيم ، هذا جزاء الربا ،

· ما بالكم إذا ضم إليه انتشار الزنا والتبرج :

اخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس - رضي الله عنه - ان النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : اذا ظهر الزنا و الربا في قريه فقد احلوا بانفسهم عذاب الله ...

· ما بالكم إذا ضم إليه كفران النعمة ؟!، نعم كفران النعمة أمره عظيم عند الله عز وجل ،

قال تعالى : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل : 112])

· ما بالكم لو ضممتم لكل هذا ما ينقض أصل الدين من أساسه وهو الشرك الاكبر ؟!

1. من تعطيل الحكم بالكتاب والسنة والاستعاضة عنها بالدساتير الغربية ، والأحكام الوضعية!

2. شرك الدعاء و الاستغاثة و الذبح و النذر و الطواف !

3. كفر الاستهزاء بالدين و سبه كما نرى و نسمع لا من الافراد في الطرقات فحسب بل يتم هذا مؤيدا مدعوما في وسائل الاعلام !

4. كفر موالاة اعداء الله و نصرتهم و مظاهرتهم على المسلمين .

5. كفر ترك الصلاة جملة و تفصيلا . فعند ابن حبان بسند صحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة

جمع كل هذا حديث ابن ماجة بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ :

لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا .

وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ .

وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا .

وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ .

وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ .

و يكفينا قوله : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سلط الله عليكم ذلا ,,

فأي ذلل بعد ان يسلب منا ربنا نعمتي الطعام و الامان ؟! انظر الى ايات ربنا في سورة النحل : ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل : 112] ) .

ü الطعام صار ملوثا بشتى انواع التلوث من هرمونات و فيروسات و خلافه و تحقق فينا قول ربنا : (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً .. [الأعراف : 58]) .

ü نعمة الامن اختفت بعد ان كنا نتغنى بها فانظر الى نفسك انت مثلا : هل تأمن على نفسك ان تدخل مستشفي لاجراء عملية ما نسأل الله العافية و تأمن الا يؤخذ منك كلى او قرنية او قد تباع كلك بدعوى موت جذع المخ و لا حول و لا قوة الا بالله .

هذا هو حالنا الذي لا يخفى على ذي عينين

* قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد " ، وهذه كلها كناية عن الركون إلى الدنيا ، وترك الاشتغال بالآخرة .
أيها المسلمون : هل معنى هذا أن دين الإسلام سيفنى ولا إسلام ، ولا توحيد ،
وأنه قد انتهى كل شيء!، وأن الدولة للأمة الكافرة إلى الأبد ؟!لا والله ، إن هذا الدين هو دين الله تعالى وهو دين الحق وسينصره الله ، وسيظهر على الدين كله أحب من أحب ، وكره من كره ، وستكون الدولة له بإذن الله تعالى ، ولا يمكن أن ينتهي ويندثر أبدا ، لأن النصوص قد استفاضت بظهور هذا الدين شاء من شاء وأبى من أبى ، بعز عزيز أو بُذل ذليل ،

* قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة : 33])

"الهدى ودين الحق" ، قال العلماء : الهدى : هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الإخبارات الصادقة والإيمان الصحيح والعلم النافع ؛ ودين الحق : هي الأعمال الصالحة الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة ؛
* وجاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح عن تميم الداري رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليَبلُغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهارُ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز ، أو بذُل ذليل ، عزا يُعِز الله به الإسلام ، وذُلا ً يُذِل به الكفر" .

* وفي الحديث المتواتر في الصحيحين وغيرهما قال عليه الصلاة والسلام : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".
أيها الإخوة : إذاً ما هو الحل ؟ و ما هي أسباب النصر والتمكين ؟
الحل يسير جدا على من يسره الله عليه و قد ذكره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث السابق قال :

إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا ، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم

اولا : الجهاد : فكيف نجاهد؟... لابد هنا من معرفة أن الجهاد على ثلاثة مراتب :

1- جهاد بــاليــــد..

2- جهاد باللسان..

3- جهاد بالقلــب..

ففى حديث عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه كما عند مسلم أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

« مَا مِنْ نَبِيَ بَعَثَهُ الله فِي أُمّةٍ قَبْلِي ، إِلاّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمّتِهِ حَوَارِيّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ . ثُمّ إِنّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمِ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ. فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَرْدَلٍ ».

والخلوف بضم الخاء وهو جمع خلف بإسكان اللام وهو الخالف بشر. وأما بفتح اللام فهو الخالف بخير.

* والجهاد باليد هو ما يكون بالسيف والسلاح ونحوه وهذا لايكون إلا مع القدرة عليه مع أمن الفتنة وانتشار الفساد فقد يجاهد القادر عليه باليد ويحدث من ذلك فساد كبير ولا يخفى ما فى المقاتل والحروب من فساد.

* والجهاد باللسان يكون لأهل العلم ولمن عرف الحق ويستطيع أن يبينه من مقتضيات الولاء لأهل الحق ..... والبراء من أهل الباطل والكافرين من اليهود وغيرهم وكل من كان مؤيد لهم مناصراً لشأنهم ....والجهاد باللسان من الأهمية بمكان حيث هو الإرشاد للحق وما هو المطلوب من العبد المسلم لينجو عند الله تعالى ويخرج من الظلمات إلى النور خاصة فى أزمنة الجهل والظلم...

* والجهاد بالقلب هو فريضة الجميع من المسلمين رجالا ونساء وعلماء وعوام والكبار والصغار وليس له قيد ولاشرط بل هو شرط الإيمان وفى الحديث . « وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَرْدَلٍ »...

روى الامام مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون عليكم أمراء تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع .

فهو آخر محطة إيمانية ... ويكون الجهاد بالقلب من خلال بغض الباطل والكفر وأهله وتمني زوالهم من على الأرض فى ظل قول الله تعالى:

{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً } [نوح: 26-27]

*وكان الحسن البصري يقول: " إن الرجل ليجاهد وما ضرب يومٍ من الدهر بسيف ".

هذه اول خطوة .

الخطوة الثانية : هي تعلم الدين و العمل به :

قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، وقال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) ،
وما أجمل تلك العبارة والكلمة الرائعة التي قالها أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضي الله عنه : إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، ، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله .
أيها الإخوة : إن أسباب النصر والتمكين والاستخلاف والأمن والأمان قد ذكرها
الله تعالى في كتابه الكريم في آية واحدة ، قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور : 55] )،
أيها المؤمنون : الله عز وجل في هذه الآية قال " وعد الله.." وإن وعد الله
لا يتخلف أبدا ، بل من اعتقد أن وعد الله تعالى يتخلف فهو كافر مكذب للقرآن العظيم، فما الذي تخلّف في هذه الآية من شروط التمكين والاستخلاف ؟!
كل عاقل سيقول حتما الذي تخلف هو الإيمان الصحيح والعمل الصالح ، " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات
.."
إن تحقيق هذين الشرطين إنما يكون بالدعوة إلى الله عزوجل تصفيةً وتربيةً ،

قال تعالى : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) ،

وقال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).

وقال تعالى : ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) ؛
إذا الدعوة إلى الله عز وجل تصفية وتربيةً هي سبيل إقامة الدولة المسلمة ؛
تصفية وتربية ، تصفية لهذا الدين من كل ما عَلَقَ به من أوضار الشرك والبدع والخرافات ، وتربية على هذا الدين المصفى أخلاقا وتعاملا وسلوكا تأسيا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيرة الصحابة رضي الله عنهم .
فإن قال قائل: إلى متى هذه الدعوة ؟
!
قلت اقرأ ان شئت قوله تعالى
: ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) أي الموت باتفاق المفسرين. فليس علينا نتائج و لكن سلم الراية واقفا .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، واحم حوزة الدين يارب العالمين، وارفع راية الموحدين، ونكس راية الكافرين
. وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هناك تعليق واحد:

  1. The Shree Ganpati Temple, New Delhi, India
    The 용인 출장마사지 Shree Ganpati Temple is the Hindu festival 화성 출장마사지 celebrated for the divine presence 정읍 출장안마 of Lord 남원 출장샵 Ganesha. It is 군포 출장샵 the sixth place of Ganpati  Rating: 5 · ‎3 reviews

    ردحذف