14‏/03‏/2009

الحيــــــــــــاء


روى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان .

نص النبي - صلى الله عليه و سلم - في الحديث على ثلاث شعب هنا اعلى هذه الشعب هي لا إله إلا الله و ادناها و هو اقلها وهو إماطة الأذى عن الطريق ثم نص على شعبة واحدة و هو الحياء فقال : والحياء شعبة من الإيمان .

و السؤال : ما هو الحياء ؟ و لماذا ذكره - صلى الله عليه و سلم - دون غيره ؟

تعريف الحياء و الفرق بينه و بين الخجل و انواعه :

* الحياء شَّرْعاً : هو انقباض النفس عن فعل القبيح و ما لا يليق .

من هنا نفهم ان الحياء الذي يبعث على ترك الحق او فعل الخير ليس حياءا محمودا لِأَنَّ ذَاكَ لَيْسَ شَرْعِيًّا ، و الحياء َالدَّاعِي إِلَى بَاقِي شُّعَب الايمان إِذْ الْحَيّ يَخَاف فَضِيحَة الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَيَأْتَمِر وَيَنْزَجِر.

* و عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : لن يجد العبد صريح الايمان حتى يعلم ان الله معه حيث كان فلا يعمل سرا يفتضح به يوم القيامة .

* و قال - صلى الله عليه و سلم - : الحياء لا يأتي الا بخير.

* و قال - صلى الله عليه و سلم - : ان لكل دين خلقا و ان خلق الاسلام الحياء.

قيل ان اسم الحياء مشتق من الحياه لان الانسان الحي تنقبض نفسه عن فعل القبيح لان الذي لا يبالي بفعل القبيح ميت القلب والاحساس لا شعور عنده فيندفع لفعل القبيح .

والحياء وَفْقاً الشَّرْع يَحْتَاج إِلَى اِكْتِسَاب وَعِلْم وَنِيَّة ، فَهُوَ مِنْ الْإِيمَان لِهَذَا ، وَلِكَوْنِهِ بَاعِثًا عَلَى فِعْل الطَّاعَة وَحَاجِزًا عَنْ فِعْل الْمَعْصِيَة

الفرق بين الحياء و بين الخجل :

كان يرى بعض العرب ان هذه الخصلة من خصال الضعف .

روى الشيخان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ يَقُولُ إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ قَدْ أَضَرَّ بِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ .

تنبيه :

هناك فرق بين الحياء و الخجل فالخجل هو انقباض النفس و شعورها بالخزي مع فعل القبيح – أي و هي تفعله - اما الحياء فتنقبض نفسه عن فعل القبيح فتعافه و لا تقدم عليه من الاصل و الكثير لا يفرق بين هذا و ذاك و هذا خطأ و الخجل ليس خصلة من الايمان .

من هنا يتبين ان الحياء من الصفات الحسنة التي يجب على العبد ان يتخلق بها

حياء الله عز و جل :

من صفات ربنا سبحانه و تعالى الحياء و لله الصفات العلا فصفاته صفات كمال و نعوت جلال سبحانه و تعالى فله الكمال في الحياء .

* روى أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين .

قال تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60-غافر)) .

فالله تعالى حييٌ حياءاً يليق بجلاله و كماله و لكنه سبحانه لا يستحيي من الحق .

* ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره أن الله حين ذكر في كتابه الذباب والعنكبوت قال أهل الضلالة من الكفار و المنافقين : ما أراد الله من ذكر هذا ؟ فأنزل الله: "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها".

قوله:"إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها"، أي إن الله لا يستحيي من الحق أن يذكرَ منه شيئًا ما قل منه أو كثر.

قال تعالى : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ...(176- الاعراف))

قال تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا (5 - الجمعة))

و قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74- الحج))

* روى ابن ماجة ان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال : إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أعجازهن و في رواية اخرى في ادبارهن .

* وفي قول الله تعالى : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ..(223))

* روى البخاري ومسلم والنسائي عن جابر رضي الله عنه قال : ( كانت اليهود تقولك إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول فنزلت : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج .

* و روى الترمذي وابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله عنها - قال : أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:نساوكم حرث لكم فأتوا حرثكم . الآية : " أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة " .

* عن أم سلمة - رضي الله عنها - ان امرأة – و في رواية انها كانت ام سليم - رضي الله عنها - قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة غسل إذا احتلمت ؟ قال : نعم إذا رأت الماء فضحكت أم سلمة فقالت : أتحتلم المرأة ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم- : ففيم يشبهها الولد ؟ . أخرجه البخاري ومسلم وابو عوانة أيضا والترمذي

و من الايات التي تبين ان الله لا يستحيي من الحق قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ..(53- الاحزاب))

و نزلت حينما دعى النبي - صلى الله عليه و سلم - اصحابه للطعام يوم بناءه بزينب بنت جحش رضي الله عنها فاكل رهط و خرجوا ثم الذين بعدهم ثم الذين بعدهم حتى اتى ثلاثة نفر فجلسوا و لم يخرجوا مستأنسين للحديث مع النبي - صلى الله عليه و سلم - فاستحي النبي - صلى الله عليه و سلم - ان يصدر منه أي شيء ليخرجهم فنزلت الايات .

خلاصة هذا ان الحياء من صفات الله تعالى صاحب صفات الكمال و نعوت الجلال و امر عباده المؤمنين ان يتخلقوا به و نص النبي - صلى الله عليه و سلم - ان هذا الخلق شعبة من شعب الايمان .

* قال ابن القيم - رحمه الله - : ان الحياء صفة من صفات الله عز و جل و صفاته سبحانه على نوعين صفة لا ينبغي للعبد ان يتصف بها او يتخلق بها كصفة الكبرياء و صفة اخرى ينبغي للعبد ان يتخلق بها على معنى يليق بالعبد فليست صفة الله كصفة المخلوق كصفة الرحمة و العلم و الكرم و الجود فمن تشبه بصفة من صفات الله و تخلق بها ادخلته هذه الصفة الى مولاه و قربته منه و ادنته في جواره فان الله سبحانه عليم يحب العلماء كريم يحب الكرماء رحيم يحب الرحماء .

حياء الانبياء :

اذا اذنب العبد في حق الله تعالى يستحي منه كما ورد في الاثر ان ادم عليه السلام لما فعل المعصية استحي من ربه ففر في الجنة فقال له الله تعال : يا ادم افرارا مني قال : لا يا رب بل حياءا منك .

و روى البخاري عن قتادة عن انس - رضي الله عنهم – في حديث الشفاعة العظمى انه لما يشتد الكرب بالناس يوم القيامة يذهبون الى الانبايا فيذهبون الى ادم عليه السلام فيقولون : يا ادم انت ابو البشر انت ابو الخلق خلقك الله بيده و نفخ فيك من روحه و امر الملائكة بالسجود لك الا ترى ما نحن فيه الا تشفع لنا عند ربنا ؟ فيقول لست هناكم و يذكر خطيئته التي فعل فيستحيي من ربه فيقول اذهبوا الى نوح ....... كل نبي يذكر خطيئته التي فعل الا عيسى بن مريم و محمد - صلى الله عليه و سلم - .

حياء النبي - صلى الله عليه و سلم - :

وروى البخاري عن أَبَا سَعِيدٍ - رضي الله عنه - انه قال : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا .

فكان يستحي من فعل و قول القبيح و كان من حياءه - صلى الله عليه و سلم - انه كان يعرض بالنصيحة فيقول اذا رأى او سمع احدا يخطئ في شيء ما : ما بال اقوام يفعلون كذا و كذا و كذلك لم تذكر له لفظة فاحشة قط - صلى الله عليه و سلم - .

و من شدة حياءه ايضا انه لم يسأل سؤالا و قال لا قط .

فعن جابر - رضي الله عنها - قال : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال : لا . متفق عليه

* روى ابن ماجة عن سهل بن سعد الساعدي أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة قال وما البردة قال الشملة قالت يا رسول الله نسجت هذه بيدي لأكسوكها فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها فخرج علينا فيها وإنها لإزاره فجاء فلان بن فلان رجل سماه يومئذ فقال يا رسول الله ما أحسن هذه البردة اكسنيها قال نعم فلما دخل طواها وأرسل بها إليه فقال له القوم والله ما أحسنت كسيها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته إياها وقد علمت أنه لا يرد سائلا فقال إني والله ما سألته إياها لألبسها ولكن سألته إياها لتكون كفني فقال سهل فكانت كفنه يوم مات .

ولا شك ان من لا يستحي لا يتورع عن فعل القبيح و هذا تصديقا لقول النبي - صلى الله عليه و سلم - كما عند البخاري عن أَبُو مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ .

و لذلك كان السلف يوصون بالاستحياء من الله تعالى في كل حالاتك فمن الناس من يستحي من الله في الجلوات امام الناس اما في الخلوات فلا يتورع عن فعل ما يغضب الله تعالى .

اما الان فنجد من الناس من لا يستحي من الله في العلانية و يجاهر بمعصة الله تعالى و قد قال النبي - صلى الله عليه و سلم – كما عند البخاري و مسلم : وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافي إلا المجاهرون وإن من المجانة أن يعمل الرجل عملا بالليل ثم يصبح وقد ستره الله . فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه " . متفق عليه

فهذا ليس معافي لانه قد يتطور معه الامر فيرى المعصية حسنة و المؤمن اذا رأى المعصة حسنة كفر بالله تعالى و خرج من دين الله تعالى لان هذا استحلال اما من كان يفعل المعصية و يعتقد انها معصة و ضرر و خطر عليه في دينه و دنياه فهذا قد يتداركه الله برحمته ان تاب و اناب .

احوال سلفنا الصالح في الحياء :

* ذكر عن عثمان - رضي الله عنه - انه كان من اشد الناس حياءا حتى ان النبي - صلى الله عليه و سلم – قال في حقه : الا استحي مما تستحي منه ملائكة الرحمن .

* أبي واقد الليثي رضي الله عنه كما عند البخاري و مسلم و غيرهما بينما النبي - صلى الله عليه و سلم - جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد فلما وقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلما فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا . فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه

حياء سلفنا الصالح :

الفضيل بن عياض - رحمه الله – اقل : لو خيرت بين ان ابعث و ادخل الجنة و بين الا ابعث لاخترت الا ابعث قال احد العلماء : هذا من باب الحياء من الله تعالى .

كان الفضيل اذا حضر عرفات يمسك بلحيته و تتقاطر دموعه على وجنتيه و هو قول : وا سوءتاه منك و ان عفوت .

الاسود بن يزيد لما جاءه الموت يحتضر فزع و بكى قيل : لم الفزع ؟ قال و من احق مني في هذا الموقف والله لو اتيت بالمغفرة من الله تبارك و تعالى لأهمني الحياء منه .

ان الرجل ليذنب في حق الرجل الذنب الصغير فلا يستطيع ان يلقاه و تحاشى لقاءه و هو يعلم ان الرجل قد عفا عنه فما ظنك بحق الله عز و جل .

قال الحسن ابصري - رحمه الله - : لو لم يكن البكاء الا من اجل هذا لكان حريا بنا ان يطول بكاؤنا .

يا خشية العبد من احسان سيده يا حسرة القلب من انقاص معناه

فكم اسأت و بالاحسان قابلني وا خشيتي وا حيائي حين القـاه

يا نفسُ كم بخفي اللطف عاملني و قد رأني على ما ليس يرضـاه

يا نفس كم ذلة ذلت بها قدمي و ما اقال عثاري ثم الا هــو

* دخل ابي حامد الطلساني على الامام احمد - رحمه الله – قال : ما تقول في الشعر ؟ قال مثل ماذا ؟ قال مثل قول القائل :

اذا ما قال لي ربي اما استحييت تعصيني و تخفي الذنب من خلقي و بالعصيان تأتني

فما قولي له لما يعاتبني و يقصيني

* موقف لك لا تنساه ابدا حتى ان نسيت نفسك وقوفك بين يدي الله عز و جل في عرصات القيامة كما جاء في حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه – عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم – انه قال : ما منكم احد الا سيخلوا بربه ليس بينه و بينه ترجمان ينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم و ينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة وفي رواية من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل رواه البخاري ومسلم

* قال تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء : 47])

حين يضع الله تعالى عليك كنفه و ستره و يقول : اتذكر ذنب كذا يوم كذا و كذا ؟ ماذا يكون الجواب ؟

* يقول ابن دقيق العيد - رحمه الله - : والله ما تكلمت كلمة و لا فعلت فعلا الا و اعددت لها موقفا بين يدي الله عز و جل منذ اربعين سنة .

* يقول مقدم الجيوش قائد جيوش الدولة الاموية : تركت الذنوب حياء من الله اربعين سنة ثم ادركني الورع .

قال - صلى الله عليه و سلم - : إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون .

قال ابو ذر - رضي الله عنه – و هو يروي هذا الحديث : والله لوددت أني شجرة تعضد

* قال - صلى الله عليه و سلم - : " يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات و الأرض لوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، و يوضع الصراط مثل حد الموسى ، فتقول الملائكة : من تجيز على هذا ؟ فيقول : من شئت من خلقي ، فيقولون : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك " .

انبه مرة اخرى :

الحياء الذي يبعث على ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر هذا ليس حياءا مطلوبا بل هو خجل ممقوت .

* و قال يحى بن ابي غنية عن سفيان - رحمه الله - : كان اصفق الناس وجها في الله عز و جل . فكان مقام الله اعلى من مقام المخلوقين .

دخل - رضي الله عنه – على الخليفة المهدي فزجره و امره و نهاه فقال ابو عبيد الوزير : شططت اتواجه امير المؤمنين بمثل هذا ؟ قال : اسكت فما اهلك فرعون الا هامان فلما خرج قال ابو عبيد الله : يا امير المؤمنين أذن لي ان اضرب عنق هذا الرجل قال : اسكت فهل بقى على وجه الارض من مستحيا منه غير سفيان ؟ يعني هل هناك احد على وجه الارض تستحي منه الان غير هذا الرجل

* ثم قال : ما من عالم او عابد او زاهد اتى الينا يجهزنا و يأمرنا بالمعروف و ينهانا عن المنكر فلما قربنا له دنيانا اكل منها و شرب الا سفيان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق