30‏/07‏/2008

قضية العصر

ان الحمد لله تعالى نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا عبده و رسوله
اما بعد اخواني و اخواتي فان الله تعالى خلقنا لحكمة عظيمة كلنا يعرفها هذه الحكمة هي عبادتنا لله تعالى قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وقال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ..
والسؤال ما هي العبادة ؟

العبادة لها تعريفات : عرفها ابن عباس بأنها: الطاعة.
و عرفها بعضهم : بانها الطاعة والإنقياد والخضوع .
وعرفها الآخرون أن العبادة هي الإتباع في الشرائع بنص القرآن وتفسير رسول الله صلي الله عليه و سلم
و فسرها ابن كثير رحمه الله بانها : الطاعة المطلقة لله ..
وعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية و هو تعريف جامع له رحمه الله قال : " الْعِبَادَةُ " هِيَ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ : مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ فَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْحَجُّ وَصِدْقُ الْحَدِيثِ وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ ؛ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ وَالْوَفَاءُ بِالْعُهُودِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ وَالْجِهَادُ لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْإِحْسَانُ إلَى الْجَارِ وَالْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالْمَمْلُوكِ مِنْ الْآدَمِيِّينَ وَالْبَهَائِمِ وَالدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ الْعِبَادَةِ . وَكَذَلِكَ حُبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَخَشْيَةُ اللَّهِ وَالْإِنَابَةُ إلَيْهِ . وَإِخْلَاصُ الدِّينِ لَهُ وَالصَّبْرُ لِحُكْمِهِ وَالشُّكْرُ لِنِعَمِهِ وَالرِّضَا بِقَضَائِهِ ؛ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ ؛ وَالرَّجَاءُ لِرَحْمَتِهِ وَالْخَوْفُ لِعَذَابِهِ وَأَمْثَالُ ذَلِكَ هِيَ مِنْ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ .
هذه العبادة مقسمة علي ثلاثة أقسام : القلب و اللسان و الجوارح ..
مهمة القلب : الخوف من الله و التوكل عليه و الانابة اليه و رجائه سبحانه والاخلاص و الحب وكافة اعمال القلوب الاخري ..
مهمة اللسان : ذكر الله من تشهد و تسبيح و تحميد و قراءة قران و امر بمعروف و نهي عن منكر و خلافه ..
مهمة الجوارح : إقامة اركان الاسلام وواجباته الاخري و التزام اوامر الله و اجتناب نواهيه ..
و لتحقيق الاسلام و العبودية لله و اقامة دين الله الحق لابد ان يعبد الله بهذه الوسائل الثلاثة : القلب و اللسان و الجوارح ..
و السؤال الذي يطرح نفسه : ما هي العلاقة بين القلب و اللسان و الجوارح ؟ وهل يكفي عمل القلب فقط في إيمان المرء ؟ هل يكفي عمل اللسان فقط حتى يحكم علي المرء بالإسلام ؟ هل يكفي عمل الجوارح فقط ام يجب ان يتكاملوا جميعا حتي يتحقق اسلام المرء ؟؟؟؟؟ *و هذا الباب قد وقع فيه الكثير من الفرق التي خرجت عن منهج النبي صلي الله عليه و سلم و ذلك مصداقا لقول النبي صلي الله عليه و سلم : ستفترق امتي الي بضع و سبعون فرقة كلهم في النار الا واحدة قال الصحابة : صفهم لنا يا رسول الله قال : ما كنت عليه اليوم و اصحابي
فعليك بالاستمساك بهديه صلي الله عليه و سلم في الظاهر و الباطن في الاعتقاد و القول و الفعل ..
* نجد كثيرا من الناس من يحكم باسلام اقوام مع ارتكابهم اقوال معينة او افعال معينة او معتقدات معينة و قد اجتمعت الامة علي خروج من فعل هذه الأفعال من دائرة الإسلام .. مع الأخذ في الاعتبار أن هذه أحكام عامة و لا تتنزل هذه لاحكام علي افراد باعيانهم الا بعد
توافر شروط و انتفاء موانع للحكم على من ارتكبها بالكفر ..
فاعيروني القلوب عسى ان ينفعنا ربنا بهذا الباب من أبواب العلم حتى نكون علي بصيرة من ديننا .
ما هي علاقة القلب مع سائر الأعضاء ؟ لان هناك طائفة كبيرة من المسلمين تدعى سلامة القلب مع فساد الأعمال
هناك من تقول له صلي فيقول أنا قلبي ابيض قلبي سليم وهو تارك للصلاة و هناك من يفعل الموبقات و يرتكب لمحرمات فان أخذت تنكر عليه قال لك انا احسن من هذا الملتحي الذي يدخل المسجد ليصلي هناك من هي متبرجة عاصية لأمر الله و أمر رسوله صلي الله عليه و سلم تقول لها اتقي الله و تحجبي فتقول لك انا قلبي ابيض انا اخلاقي كالذهب أنا خير من هذه المنتقبة التي أراها ... و هكذا ....
اذن ما هي العلاقة بين القلب و اللسان و الجوارح حتي نعرف ما نحن عليه و نرد علي هذه الشبهات التي صارت واقعا عمليا ..
* العلاقة بين القلب و الجوارح قد بينها لنا رسول الله صلي الله عليه و سلم في حديث لنعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال صلي الله عليه و سلم :( الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدْ اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ ) ..
فان كان القلب سليما ليس فيه الا خشية الله و التوكل عليه و الانابة اليه و الصبر علي ابتلائه و العمل علي طاعته و تقديم امره و نهيه عن مألوفاته و محبوباته كانت الجوارح سليمة منقادة الي بارئها تفعل ما يحبه هو لا ما يحبه هواه و نفسه و شيطانه و هنا يكون عبدا لله ..
و اما ان كان القلب خبيثا ليس فيه خشية لله و لا توكلا عليه و لا انابة اليه و لا صبرا علي مقاديره و لا حبا له و لا تحكيمه فيه خبثت جوارحه عياذا بالله و و اصبح يقدم هواه علي أوامره تعالى و أصبح يحكم فيه أي قول خلاف قول الله و قول رسوله صلي الله عليه و سلم و أصبح هاهنا عبدا لاي شيء خلافه تعالى .
*فعن النبي صلي الله عليه و سلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم قال : تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة زاد في رواية وعبد القطيفة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش .. الحديث
و من هنا يقال : الْقَلْبُ مَلِكٌ وَالْأَعْضَاءُ جُنُودُهُ فَإِذَا طَابَ الْمَلِكُ طَابَتْ جُنُودُهُ وَإِذَا خَبُثَ الْمَلِكُ خَبُثَتْ جُنُودُهُ ..
هناك من حاول التفريق بين عمل القلب و عمل الجوارح فأنت حينما تجد رجلا قائما علي معصية الله كان هذا دليلا علي فساد قلبه كان هذا دليلا علي فساد قلبه .
و إليك الأدلة من سنة حبيبك صلي الله عليه و سلم :

* فعند أبي داوود من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول صلي الله عليه و سلم : أقيموا صفوفكم ( ثلاثا ) والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم قال : فرأيت الرجل يلصق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعب صاحبه .
هل هناك علاقة بين سلامة الاصطفاف و سلامة القلوب ؟ نعم في هذا الحديث ..
* و في صحيح مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري قال : كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول : " استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " . قال أبو مسعود : فأنتم اليوم أشد اختلافا .
في هذين الحديثين يا عباد الله دليل واضح و صريح ان عدم صلاح هذا الامر الظاهر و الذي هو تسوية للصفوف في الصلاة سببا في التفرقة بين قلوب المصلين و لهذا بادر اصحاب النبي صلي الله عليه و سلم للامتثال الي هذا الامر النبوي خلافا لما نجده من بعض جهلة المسلمين اليوم !!
يقول النعمان رضي الله عنه : فرأيت الرجل يلصق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعب صاحبه .
فانظروا كيف كانت الاستجابة للنبي صلي الله عليه و سلم ..
* روى الإمام احمد في مسنده من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه : كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و سلم مَنْزِلًا فَعَسْكَرَ تَفَرَّقُوا عَنْهُ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ فَقَامَ فِي فَقَالَ إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي الشِّعَابِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ قَالَ فَكَانُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا نَزَلُوا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى إِنَّكَ لَتَقُولُ لَوْ بَسَطْتُ عَلَيْهِمْ كِسَاءً لَعَمَّهُمْ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ..
* حينما نادى النبي صلي الله عليه و سلم بالجهاد في غزوة تبوك هذه الغزوة قد محصت المسلمين تجاه اشق التكاليف وقعا علي النفس الا و هي فريضة الجهاد من خلال هذا التمحيص تميز الخبيث من الطيب و انقسم المؤمنون الي فريقين منافق و مؤمن ..
تقبل النبي صلي الله عليه و سلم اعذار المرجفين فانظر الي الاعذار التي اتخذوها و كيف كانت لكن الملاحظ ايها الاخوة ان الاعذار التي تذرع بها هؤلاء للهروب و عدم العمل بالتكاليف بالرغم من وهنها لم يكن واحدا منها متعلقا بباطن شعور القلب :
* منهم من قال انا لست قادرا علي هذا التكلبف اذ مناط التكليف الاستطاعة : (وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42))
* و منهم من تعذر بشدة الحر : (وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ)
* و قال البعض بالاعتذار مخافة الافتتان ببنات الروم : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي) ..
فلا تجد أحدا من هؤلاء اعتذر متذرعا بعمل قلبه أي لا تجد أحدا منهم قال للنبي r : ليس بالضرورة العمل أي الجهاد فالإيمان ايمان القلب و أنا قلبي ابيض !!! لم يكن احدا ليجرؤ علي مثل هذا العذر لنصوع حقيقة الايمان في هذا الجيل المبارك فمن السخف ان يدعي رجلا هذا القول و معلمهم النبي صلي الله عليه و سلم اذ لو فعل احدا ذلك لنزلت الايات مباشرة تفضح ما في قلبه ..
فاذا كان المنافقون في هذا الزمان لم يخفي عليهم قط ان الايمان اعتقاد و قول و عمل فالايمان ليس فقط شعور قلبي بل هو اعتقاد و قول و عمل ..
** هذه القضية هذا المرض العضال الذي يقف حائلا بين الناس و بين أي دعوة تصحيحية سليمة هي قضية ارتباط الظاهر بالباطن فان خاطبت رجلا لماذا تقصر في هذه الطاعة او لماذا تفعل هذا المنكر يرد عليك : هذه فقط مناظر و الايمان في القلب
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) / فلو كان القلب سليما صحيحا ما تفوه هؤلاء بمثل هذا الكلام ...
فهذا مظهر من مظاهر التصور الارجائي الذي يطغى علي معظم أحوال الناس اليوم لان الأمة تخلت عن ركن العمل بترك كثير من الطاعات او بفعل كثير من المحرمات او الكبائر مكتفية بالقول او بعض الشعارات ..
بواعث هذا المعتقد :
ظهور طائفة من المسلمين ممن يقدمون العقل علي النقل و ممن استقوا دينهم من الفلاسفة و من أصحاب العلم الضحل فقالوا لا يضر مع الايمان معصية و الايمان قول بلا عمل فيكفي ان تقول لا اله الا الله ثم افعل ما تفعل بعد ذلك و انساق الناس اليهم مع الاسف .
سؤل الامام ابن عيينة عن الارجاء : قال اما مرجئة اليوم فهم يقولون ان الايمان قول بلا عمل فلا تجالسوهم ولا تأكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصلوا معهم ولا تصلوا عليهم ..
بل غالى بعض اصحاب الجهم بن صفوان و هو مؤسس هذا المذهب المنحرف بالقول بان الايمان هو المعرفة فقط فلا تقول شيئا و لا تفعل شيئا ..
فمتي كان القلب وحده كافيا !!و متي كان الإقرار بالقلب و اللسان فقط كافيا ؟؟!!
* هذا فرعون و قومه كانوا يعرفون الله بقلوبهم قال تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
* وهذا إبليس اللعين قد اقر بقلبه و لسانه بربوبية الله و لكنه لم يمتثل العمل الظاهر قال تعالى : (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36))
فمشكلة إبليس انما هي الاستكبار و الإباء و المعصية لان الله أمره بالسجود فلم يسجد ورفض الامتثال للأمر و العمل به لكنه اقر بالله ربا قلبا و لسانا كما يأبي الان بعض المسلمين الصلاة و لكنه يقر بربوبية الله قلبا و لسانا فقط فكن علي بينة من امرك بارك الله فيكم ..
ان منهج اهل السنة و الجماعة و الذي نشرف جميعا بالانتساب له و هو ما اجتمعت عليه الامة و لازم الكتاب و السنة هو الذي ينجو به صاحبه يوم القيامة هو ان الايمان : التصديق بالقلب و الاقرار باللسان و العمل بالقلب و العمل بالجوارح ..
و من خالف في ذلك فهو شاذ مبتدع لا يعبء بقوله ابدا و يجب ان ننافح عن هذا المعتقد ولا نترك احدا للعبث بمعتقداتنا ممن يقولون ان الايمان بالقلب فقط هذه عقيدة المرجئة التي افسدت احوال المسلمين و التي عمت بها البلوى في زماننا هذا..
نتائج هذا القول و هذا المعتقد :
فتح هذا المعتقد ابواب المنكر علي مصرعيها اذ ان أي عمل لا يؤثر في ايمانك وفقا لهذا المعتقد
و للإعلام ثقل ضخم و تأثير عظيم علي ترسيخ هذا المفهوم حتي تربو علي تأثير هذا الاعلام اجيالا لا يعلم عددهم الا الله و مظاهره كالاتي
دمج المعصية مع الطاعة و تقديمها للناس في بوتقة واحدة :
* مسلسل خليع بنساءه و موسيقاه و بعده برنامج ديني و بعده فيلم خليع او اغنية شاذة و بعدها الختام بايات الذكر الحكيم !!!!!!
المهم انك مؤمن لا تضر المعصية وهو وضع مؤلم مبكي لمن تدبر ذلك فيتبني الرجل فكرة ساعة لقلبك و ساعة لربك و هي فكرة علمانية المنطلق !! يتبني فكرة دع مال قيصر لقيصر و ما لله لله و هي ايضا فكرة علمانية المنطلق و الانسان حر في حياته و هو وضع اصبح غير مستنكر لتكراره و بلتالي مررت فكرة الإرجاء علي الناس فانطلت عليهم و تشربوها و لا حول ولا قوة الا بالله .........
* الإرجاء راكبا من مراكب العلمانية و التي لا تعني فصل العمل عن الايمان فحسب لا بل تعني فصل الدين عن كل مناحي الحياة و حصره في زاوية محدده فقط من بعض المناسك و العبادات لكن ان يحكم الله حياتك ؟ كلا .
* اصبح الرجل منا يسمع لقاءا لمغني و الغناء فسقا لا خلاف فيه و يقول هذا المغني : الحمد لله علي نجاح اغنيتي كذا او مطربة او ممثلة فاسقة حين تنجح اغنياتها تنفي عن نفسها الفضل و تقول حاشا لله هذا النجاح ليس بسببي و لكن هذا فريق عمل كذا ......
ثم لا ننكر هذا !!! الحمد لله علي ماذا ؟!! نعمة المعصية ؟ ظلمة القلب ؟
ولا نستنكر هذه الجملة متناقضة التركيب ؟؟! هذا مؤشر خطير الا نتأثر بالمعصية .. و هذا يعني انه لا شأن للعمل بالايمان
* جرأ هذا المفهوم خروج بعض ممن يسمون بالتنويريين بالتهجم علي الإسلام و قضاياه ممن يسمون احمد و محمد ثم إذا أخذت تنكر عليهم اتهموك بالارهاب و التطرف هو يشهد ان لا اله الا الله فلا يضره ما يفعل !! (الفنون الجميلة) (صناعة التماثيل)
فهم يريدون حصر الدين بين اربعة جدران كما فعلوا بالكنيسة لكن ان يدخل الدين لكي يقف عائقا في انشاء معهد الموسيقى مثلا ما دخل الدين في هذا ؟؟؟ هذا قولهم ؟؟ كما يعتقد النصارى بتخليص المسيح انت ايضا ستخلصك لا اله الا الله
* مرأة متبرجة تدعي حجاب الروح !!
تعصى الاله و انت تزعم حبه هذا وربي في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع
شبهات و ردود :
* من المسلمين من يدعي الايمان القلبي فقط دون العملي و اذا خوطبوا بالالتزام بفعل ما كالصلاة مثلا او ترك منكر مثلا يقولون الاتي :
ان فلانا و فلانا ممن هم معلوم انهم صالحون يصلون كل الصلوات و يلتزمون بالسنة في ظاهرهم و لكن فلانا هذا معاملاته مع الاخرين سيئة و الدين المعاملة و نحن لا نؤذي احدا و نعامل الناس بالحسني !!!
كانهم يقولون نحن استوينا هو قصر في كذا و نحن قصرنا في كذا ..
و لتوضيح هذه الشبهة نقول : ان المعاملة الحسنة من الدين و قد قال r : اكما المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ..
ولكن المعاملة الحسنة ليست هي الدين وحدها و لكنها تنفع المؤمن في الاخرة بعد ان يأتي بالتوحيد الخالص و يقيم كل اركان الاسلام و الدين الاسلامي اشمل و اعم من ان نمثله بالمعاملة فقط و عبارة الدين المعاملة هذه ليست حديث اصلا ..
ثم اننا نجد من الناس من يقول ان فلانا هذا نصراني و لكنه يعاملني معاملة حسنة يريد ان يقول هو أحسن من هذا الملتزم و ما شابه ذلك هم امهر منا في كذا !! هذا جيد و لكن هل تنفعهم هذه المعاملة في الآخرة ؟ بالطبع لا لانه لا ينفع مع الكفر و الشرك أي طاعة ..
قال تعالى : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)
بعض الكفرة يتعاملون مع المسلمين معاملة حسنة هذا صحيح و لكن الله يكافئهم في الدنيا و ليس لهم في الآخرة من خلاق قال تعالى :
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16))
بل اننا نقول ان الايمان الصحيح المركب من الاعتقاد السليم و القول السليم و العمل السليم لابد و ان يثمر اخلاقا حسنة و معاملة طيبة فإذا ساءت أخلاق بعض المؤمنين فهذا دليل علي وجود بعض النقص و الخلل في ايمانه لان فساد الاخلاق دليل علي نقص الايمان
ففي الحديث المتفق علي صحته من حديث عبد الله بن عمرو t قال : قال رسول الله r " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ..
* شبهة تقسيم الدين إلي لب و قشر فالبعض يقسم الدين هذا التقسيم فان كان هذا المرجف ملتزما بأمر ما جعله لبا و إن كان مقصرا في فريضة ما جعلها قشرا و هذا طعن في الدين ليس له سبيل آخر ..
العلاج :
اعتراف المسلم بتقصيره و ذنبه هذا اهون من اعتقاد فاسد كاسب لا يصلح معه اسلام يوم لقيامه فلا يرجي لمن يعتقد هذا المعتقد ان يتوب الي الله اما الذي يقر بتقصيره فيرجي له التوبه لان الاخر يظن انه علي شيء معتمدا عل ايمانه و هنا مكمن الخطر لان المرض يستفحل و صاحبه غافلا عنه حتي يموت القلب بالكليه ..

29‏/07‏/2008

مـــــــــــن أنـــــــــــــــــــــا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاســـم : اخوكم ابا دجانة المصري
الوظيفة : عبد من عباد الله عز و جل لا يرجو من الله عز و جل الا مرافقة النبي صلى الله عليه و سلم في الفردوس الاعلى
هذا مع علمي بتقصيري و ضعفي اسأل الله لي و لكم الجنة اللهم امين ..
ومحاولة مني لفض بعض الاشكالات التي قد تقع في قلوب الكثير من ابناء المسلمين - بل و للرد علي مروجي الاشاعات و الفتانين الذين خرجوا عن طريق المهديين الاولين من الصحابة و التابعين الي طريق المغضوب عليهم والضالين - و نظرا لفساد العقول و لكثرة الظلمة التي علي الحق تحول و للبعد عن مشكاة النبوة و نور الرسالة و نهج الرسول .
احببت ان انشئ هذه المدونة للرد علي اهل الزيغ و الباطل - من اي نوع - لاظهار الحق و تجليته و ازهاق الباطل و تصفيته .
وسميتها قذائف الحق
والله اسأل ان تكون لوجهه خالصة جلية و علي هدي سيد الخلق صلى الله عليه و سلم متبعة نقية انه ولى ذلك و القادر عليه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته